حنــان اللــه – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 322

حنــان اللــه – المطران بولس (بندلي)
في الأسبوع المنصرم عيَّدت الكنيسة المقدسة لقديّسين حملا اسم يوحنا والاسم يعني “الله تحنَّن”. ففي الثاني عشر من شهر تشرين الثاني عيَّدنا للقديس يوحنا الرحوم بطريرك الأسكندرية وفي الثالث عشر منه أقمنا تذكار القديس يوحنا الذهبي الفم بطريرك القسطنطينية.

“والاسم كان على المسمّى” عند كلّ من القديسين، فالقديس الرحوم دخل الأسكندرية وأفرغ “صندوق بطريركيتها” على من أسماهم “أصدقاءه” واكتشف المتسائلون عن هذا الأسم انهم فقراء المدينة الكبيرة، وأما القديس “الذهبي اللسان” فهو أيضاً أفرغ بطريركيته من الأواني الغالية الثمن التي كانت تستخدم للموائد السخية التي كان يجلس اليها أساقفة الجوار “المتخلون” عن مراكز عملهم والمهملون لخدمتهم التي أمّنهم الروح القدس عليها “كي يرعوا كنيسة الله” المفتداة بدم الحمل القدوس.
ان حنان الله يترجم عملياً في خدمة الآخرين وليس مجرد “اسم” أو “حبر على ورق”.
وتابع القديسان ترجمة اسمهما، فجلس الرحوم في يوم من كل أسبوع لكي يستمع الى هموم الناس المظلومين واضعاً أمامه ان الخراف الناطقة التي سيعطي حساباً عنها يرتسم فيها وجه الإله الخالق الرحوم وحده، وأما الذهبي اللسان ففهم انه اعطي موهبة لكي يستخدمها ليس لشهرة عالمية زائلة ككل شيء لا يهدف خدمة الله في الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله بل ليحمل الناس أن ينتبهوا الى الكرامة الفائقة التي أعطوها بنعمة علوية تنسكب عليهم من فوق.
وصمد القديسان أمام تجارب هذا الدهر وأثبتا هكذا ان تحنن الله المعلن للإنسان بتجسد الابن الحبيب يفوق بقوته كل “عاطفة بشرية” لأنه تجسد لرأفات الله المتحنن أبداً على البشر.
أهلنا الله الى مشاركة سر محبته وإعلان حنانه للبشر بشفاعات القديسين العظيمين في التزامهما الله في الإنسان. آمين.    

العدد 46 – في 15 تشرين الثاني 1998
ألإحـــد الثالث والعشرون بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share