“من مثل الله” – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 101

“من مثل الله” – المطران بولس (بندلي)
 هذا هو معنى اسم “ميخائيل” رئيس الملائكة الذي نعيّد له اليوم أيها الأحباء.
وهذا يطرح علينا السؤال -من هو مثل الله الذي نعلن عنه قائلين: “أي اله عظيم مثل الهنا؟” فنضيف قائلين: “أنت هو الله الصانع العجائب وحدك”.
اذاً نعلن عن إله واحد مثلث الأقانيم متساوية في الجوهر!

نعلن عن إله آب ضابط الكل خالق السماء والأرض كل ما يرى وما لا يرى، الذي خلق المخلوقات جميعها وعلى رأسها الإنسان الذي أبدعه على صورته ومثاله لم يشأ أن يخلق الإنسان الاّ محبة به فنقله من العدم الى الوجود وجعله سيداً بالمحبة على كل المخلوقات وأخاً لكل إنسان آخر -لم يكن بحاجة الى الإنسان ليخلقه لكنه أراد وجوده لكي يتمم فيه قصداً الهياً مباركاً فيتمجد به كما يتمجد الأب البشري بأبنائه.
نعلن عن إله لم يقبل أن يكون مترفعاً، متعالياً بالنسبة لمخلوقه فإذا ما رآه ابتعد عنه بالحرية التي منحه اياها لكي يكون “بشراً” بكل معنى الكلمة، تنازل اليه وافتقده بمحبة تفوق كل محبة يستطيع الإنسان المخلوق أن يتصورها، فسفك دماً الهياً لكي يشتري الإنسان من “لعنة الناموس” ومات عنه لكي ينهضه معه فيدوس الموت بموته ويعطيه نصراً حقيقياً على الخطيئة والموت الذي هو أجرتها.
نعلن عن روح إلهي أرسل على الإنسان فجدد صورة الله فيه وقوى ضعفه وجعله يتيقّن دائماً أن ليس مرمياً على الأرض تتقاذفه عليها الأنواء بل هو ثابت، اذا شاء على صخرة الايمان  التي لا تتزعزع أبداً بنعمة الإله الذي وعد الإنسان خليقته انه سيبقى معه الى الأبد وبالتالي حمل هذا الإنسان الى الثقة الكاملة بأن الله لن يتخلى عنه أبداً ولن يدعه يتخبط في ديجور يأس قاتل.
أيها الأحباء: هل أؤمن أنا وهل تؤمنون بالإله الحي أو نفضل الصنم بل الأصنام المتعددة التي تنتصب في حياتنا كل يوم؟
لي رجاء ونحن نعيّد لرئيس الملائكة ميخائيل أن يقوينا الله لكي نحيا في الإيمان الحقيقي، إيمان ابن الله الذي أحبني وبذل نفسه عني. آمين.  

العدد 45 في 8 تشرين الثاني 1998
رؤساء الملائكة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share