رسالة الميلاد- المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 312

رسالة الميلاد- المطران بولس (بندلي)
قال الملاك للرعاة: لا تخافوا. فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة (لوقا10:2-4).

أيها الأحباء: في وسط عالم تكثر فيه المخاوف ويكاد الناس يغرقون فيها، يرسل الله ملاكه ليقول لنا: “لا تخافوا” ليس لكي يُهدئ روعنا الى حين ثم يراودنا الخوف والقلق ولكن ليعلن لنا طمأنينة ثابتة نابعة عن افتقاد الهنا لنا -ها الملاك ينقل الينا بشارة تؤكد لنا فرحاً عظيماً يحمله الينا والى العالم أجمع الطفل الإلهي -المشرق للمشارق- الآتي الينا بضعف الطفولة لكي يقوينا بقوة ليست قابلة للوهن وزائلة ككل شيء في هذا العالم بل نابعة من الله ولذلك تنتصر دائماً في ضعفنا.
هذا الفرح ليس لأفراد معينين دون سواهم، انما هو فرح يشمل جميع الشعب دون استثناء ومدعوٌ أن يتقبله ذوو الإرادة الصالحة أي جميع الذين يرجون من الله خلاصهم ولذلك أنتم مؤتمنون على أن يشمل هذا الفرح كلّ الناس -أنتم مدعوون أن تجعلوا هذا الفرح يعم العالم.
نطلب منكم أن تتيقنوا بأن كثيرين سيستمرون في حزنهم “القاتل” وربما هلكوا بسبب يأس قاتم لا يرحم. أنتم مسؤولون عن كل إنسان واذا أردتم أن “تُعيدوا” حقيقة لميلاد الطفل الإلهي الواهب لهذا الفرح الذي من فوق فلا تحسبوا أنفسكم قد عيدتم اذا فرحتم ضمن حلقات ضيقة لا تخرج عن أنمطة الفرح الزائل بل تمسكوا بأن تُفرحوا من حولكم وتأتوا بالطمأنينة والبسمة الهادئة التي تنبع منها لكي ترتسم على وجوه أولئك الذين لا بسمة في حياتهم وحينئذ تكونون فعلاً قد اشتركتم بالعيد اشتراكاً كاملاً وحقيقياً وتحصلون على الفرح الذي لا ينزعه أحد منكم.
أيها الأحباء ليكن عيد ميلاد الرب يسوع عيداً تتجندون فيه بكل ما أعطاكم الله من قوة، أن تجعلوا الآخرين، أي كل الناس، يفرحون -لا تجعلوا الناس يظنون ان العيد ليس لهم- اخرجوا من محيطكم الضيق لكي يشمل الفرح الشعب كله.
هذه وصية إلهنا لكم،
انه يطلب منكم ذلك بإلحاح،
اسمعوا صوته لا تصموا آذانكم، وافتحوا قلوبكم حقاً للآخرين فتستحقون أن تسمعوا صوت الملائكة في السماء المنشدين: ” المجد لله في العلاء وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”.
أضرع الى الرب أن يحفظ السيد رئيس بلدنا العماد أميل لحود وجميع أعوانه في الحكم وأن يحفظكم جميعاً أيها الأحباء مشمولين بسلام الرب الثابت الى الأبد لأنه إله السلام وأبو المراحم له الكرامة والسجود الى الأبد. آمين.

العدد52 – في 27 كانون الأول 1998
الأحـــد بعد الميلاد
القديس استفانوس أول الشهداء

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share