أحد المخلّع – المطران باسيلويس (منصور)
الإخوة والأبناء الأحباء،
باسم الآب والابن والروح القدس آمين
أيها السائح بين محتاج ومحتاج ومتنقل بين واقع في ضيق وآخر يشتد عليه كربه يا معين من لا معين لهم ويا سيّد من يحتاجون الى السيادة الحقة أيها الساكن القلوب الساعية نحو بهاءات النقاء ولمعان النور الآتي مشرقاً من الآن في دروب المستقبل ومنيراً من يسيرون في الظلام ولا نور لهم غيرك. كم التقيت في تجوالك في عالمنا وكم من النفوس المنكسرة جبرت ولا جابر لها غيرك. أيها الكلمة الآتي إلينا من الأحضان الأسمى لكي بالكلمة تعلمنا أن الحياة تصبح أحلى والكلمة نور لمن جعل من ذاته مسكناً لله ومن قلبه مائدة يتغذى على محبتها ويغذيها.
نحن نحتاج إليك ونعي كم أنت فاعل في حياتنا، تابع تجوالك فيما بيننا. لأن أرجلنا مخلّعة ومفاصلنا الروحيّة قد أصابها الوهن فصارت وكأنها قد قطعت وتناثرت أشلاء. إننا نقف على شواطىءٍ، مياهها عاتية، حيث كلمتك غير مقبولة، وتلاطم أمواجها يهدر في آذاننا فيمنع الضجيج سمعنا من الإنتباه إليك عندما تكون عابراً بيننا مفتقداً جراحنا.
اصْدُمنا بيديك لكي ننتبه. نطلب منك ذلك وأنت اللطيف الوديع الرحيم يا معين الموجودين في الضيقات ألا تعرف أنَّه ولو عبر ملاكك جالباً معه كل الشفاء لا يمكننا أن نتحرّك لنأخذ منها شيئاً.
أنت تعرف بكل تأكيد أيها المحرِّك الكلَّ والمتحرِّك لأجل الكل خذنا بين يديك وألقنا في حضنك لا في بركة سلوام ولا غيرها، لأننا لا نعلم إن كنا سنخرج منها سالمين لقد انتظرنا طويلاً حتى ملَّ الزمن منا ورفض أن يتغيَّر، فقبع في مسيرته رتيباً كئيباً ملولاً منا، لقد أصاب أنفسَنا منه السأم والملل حتى بات لا يلتفت إلينا ولا نلتف إليه.
يا سيدي علمنا أن القداسة وشفاء النفس والجسد لا يكونان بالبهورة. فمعك فقط كل شيء يأخذ وجوداً جديداً ومعنى جديداً. علّمنا ما نوع الرياضة والتمارين التي تمنحنا بكلمتك قوة ونشاطاً وعزَّة وكرامة. لأننا بالحقيقة أصبحنا بلا عزة إلا عزّة الكبرياء ولا كرامة إلا الكرامات التي لا تثبت على حال ولا يصلح كما يقول نبيُّك عليها إتكال.
تُنبهنا جميعاً بقولك “ها قد عوفيت فلا تعد تخطىء بعد لئلا يصيبك أشر”. وها هي الشرور قد اكتنفتنا وأحاطت بنا ومع مرور الزمن يشتد تكالبها، لهذا لا تتركنا وحدنا بعد أن تنقينا بصبغتك واتحدنا بك متناولين جسدك ودمك. إجعلنا ثابتين ومتحدين بك كي لا نسقط في خيانتك بأي شكل من الأشكال ولا بأي حال من الأحوال. بكلمتك شفينا يا كلمة الآب المرسلة ولا تعود أبداً إليه فارغة، ولكن بعد شفائنا حصّن ألسنتنا قوّم طرقنا واجعلها الى أماكن عبادتك وفي دروب عمل الخير. أسقط مغاليق نعمتك على اسماعنا كي لا تطرقها كلمة بطالة. من كلّ نفوسنا وقلوبنا نتوجه إليك لأننا حتى ولا الضعف الذي طلبته بتنا نحمله إلا إذا كان ما تطلبه هو إرادتنا فهي لك إفعل فيها ما تشاء حتى تقوى على كل شر يا قوّةً خلّصت العالم من سلطان الخطيئة والموت. المجد لك ولك منا كلَّ الحب. وبك نأمل أننا لن نخطىء ثانية إليك.
نشرة البشارة
22 أيار 2016