لوقا الانحيلي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 115

لوقا الانحيلي – المطران بولس (بندلي)
 لقد عيّدت الكنيسة المقدسة يوم الاثنين الماضي في الثامن عشر من هذا الشهر لعيد القديس الرسول لوقا الانجيلي.
الجدير بالذكر هو أن انجيل القديس لوقا هو كما يصفه الآباء، انجيل الروح القدس الذي نتلمّس وجوده وبنوع خاص في بشارة العذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم حيث قال لها الملاك جبرائيل “ان الروح القدس يحلّ عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابن الله” (لوقا 35:1) وبعد ذلك عندما زارت العذراء الكلية القداسة نسيبتها اليصابات وامتلأت هذه الأخيرة من الروح القدس (لوقا 41:1) الذي دفعها ان تدعو العذراء “مباركة في النساء” وأن تؤكد أن ثمرة بطنها -الرب يسوع المسيح- مباركة (لوقا 42:1) وأن تتابع مشيرة الى أن الآتية اليها هي “أم ربها” (لوقا 43:1) الى أن نصل الى ولادة يوحنا المعمدان السابق “وامتلأ زخريا أبيه من الروح القدس” الذي جعله يتنبأ “مباركاً الرب الاله الذي افتقد شعبه وصنع له فداء” (لوقا 67:1).

ويتّصف أيضاً انجيل لوقا بالرحمة تجاه الخطأة حيث يظهر استقبال الله بفرح للتائبين الراجعين اليه -أليس هو الذي يكلمنا عن مثل الدرهم الضائع وفرح المرأة التي أضاعته عندما عادت ووجدته وها هي تدعو صديقاتها وجيرانها للفرح معها لوجودها الدرهم الضائع (لوقا 9:15).
أليس هو الذي يروي لنا مَثَل الخروف الضال بين المائة كيف يركض صاحبه وراءه غير مبال بالصعوبات الناجمة عن أنه يترك التسعة والتسعين خروفاً الباقين وكأنه لا يبالي بها حتى اذا وجد، بعد العناء، خروفه فيضعه على منكبيه فرحاً، غير مبالٍ بتعبه الشخصي لا يريد أن يرى الاّ شيئاً واحداً انه وجد خروفه الذي ضلَّ وضمّه الى حظيرته ودعا الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: “افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال” كم هي عظيمة رحمة الهنا الذي يظهرها لنا الانجيلي القديس!
ولا نستغربنَّ الأمر -فالقديس لوقا كان طبيباً كما ورد في رسالة القديس بولس الى اهل كولوسي: “يسلّم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وديماس” (كولوسي 14:4) واذ أُعطي قديسنا أن يتلمّس جراح البشر وأن يدفق عليها زيتاً وخمراً -لا بد أنه في انحنائه المحب فوق آلام المتألمين اكتشف رحمة الله تجاه الانسان، عنيت به كل انسان دون استثناء. هذه الرحمة التي نقلت صورته الينا، صورة “رجل أوجاع” كما يقول أشعياء، الذي بجراحه شُفينا.
فلوقا الطبيب الذي نادى بالروح المعزي الذي حلّ على الابن وأرسله ليبشر المساكين ويدعو المأسورين الى الانعتاق شافياً المنكسري القلوب، فقد أُعطي له بنعمة الله أن يشارك في نقل الشفاء الى الذين وضعتهم عناية الله في طريقه. فأمسى طبيباً للنفس والجسد، معلناً رحمة الهنا المتحنن على كل انسان آتٍ الى العالم. الا أهلّنا الله اليها. آمين.
العدد 43 – في 24 تشرين الأول 1999
الأحـــد الواحد والعشرون بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share