رسالة رعائية الى الجسم الطبي والجسم التمريضي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 83

رسالة رعائية الى الجسم الطبي والجسم التمريضي – المطران بولس (بندلي)
الشكر لله القدوس طبيب النفوس والاجساد الذي اجتمعنا باسمه في هذا اليوم المبارك.
الشكر له لكونه مصدراً لكل عطية صالحة وكل موهبة كاملة، واجتماعكم عطية صالحة ونعمة من لدنه.
الشكر له لأنه يلهب قلوباُ بين البشر، فتلتفت الى الاماكن المنسية من البشر فتفتقد البشر فيها وتنحني فوق مأساتها اليومية لكي تنقل اليها قبساً من نور الهنا الرحيم.
أيها السادة، ان الكنيسة المقدسة، الحاملة آلامها واوجاعها، علمتنا وتعلمنا وستعلمنا ما قاله الرسول بولس لأهل غلاطية الاّ نرى في البشر الاّ يسوع وايّاه مصلوباً وهذا يعني اننا لا نستطيع أن نبقى مكتوفي الايدي أمام البشر المصلوبين في آلامهم واوجاعهم واحزانهم، كما علّمتنا وتعلمنا وستعلمنا, لكي تبقى في أمانتها للمصلوب الإلهي، اننا لا نستطيع أن نقبله حقيقة في حياتنا، الاّ اذا كان اهتمامنا مركَّزاً على من صار لهم أخاً في التجسد الإلهي الذي تنازل فيه الينا لكي يقول في كلام لا يزول ولو زالت السماء والارض: كل ما فعلتم بأحد “اخوتي (أي كل انسان) فبي فعلتموه”.

ايها الاحباء جداً ان اجتماعكم السنوي هذا كهيئة طبية، له قيمة شهادة كبيرة لله وهو الذي يُحَرِّككم بنعمته لكي تضعوا الرجاء برحمة الله في قلوب كثيراً ما تعرَّضت لليأس المميت. أتيتم الى هذا اللقاء الطبي لكي تتقدَّموا بالفهم العلمي الذي لا ينقصكم أبداً، ولكن العلم الحقيقي يُشعر طالبيه دائماً انهم بحاجة ان ينهلوا اكثر فاكثر، كل ما تقدَّموا فيه، من ينابيع حية لمعرفة اصيلة ترافق بتواضع كبير يَتَّصِفُ به العلماء عندما يقولون: “كل ما اكتشفنا شيئاً جديداً، وجدنا ان معرفة أشياء كثيرة تنقصنا بعد” فهنيئاً للجسم الطبي اذا ادرك انه مدعو لخدمة ساهرة جادة ومتواضعة للبشر اخوته، فيطال بها الله نفسه في علياء سمائه.
ونسجل بكل اعتزاز وفخر التقدير العالمي الخاص الذي سجل للجسم الطبي عندما منحت جائزة Nobel هذه السنة “لأطباء بلا حدود” -فمستحق جسمكم هذا التكريم حقاً! ونقول بملء افواهنا: “مستحق”!
ايها السادة بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لانتخاب فخامة رئيس بلدنا العماد اميل لحود نغتنم هذه الفرصة لنرفع الدعاء الى العزة الإلهية كي تحفظه وتقوي ساعده وتحقق أمانيه وتساعده في ازالة العراقيل التي تعترض طريقه في بناء وطن الدولة والمؤسسات كما يشتهيها قلبه الكبير.
كما ان، هذا اللقاء هو مناسبة لنشكر من صميم القلب عطوفة نائبنا الكريم الاستاذ عصام فارس، الذي اعتدنا ان نطلق اسمه على مثل هذا اليوم الطبي تَيَمُّناً بما تقدمه أياديه البيضاء لدعم الاعمال الانسانية في مؤسسات هذه الابرشية وفي هذه المنطقة وفي لبنان بأسره -اطال الله بعمره وحفظه بنعمته.
ولقاؤنا هذا ثمرة لطف يقدمها لنا سيادة أخينا المتروبوليت الياس راعي ابرشية بيروت وتوابعها الجزيل الاحترام الذي اتاح لنا امكانية التعاون الحثيث والدائم مع مستشفى القديس جاورجيوس عبر ادارته الساهرة معنا -وهذا اليوم الطبي هو امتداد لمؤتمر طبي افتتحه سيادته في بيروت يوم الخميس الماضي برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور سليم الحص والذي يدوم حتى اليوم في ربوع الحرم الاستشفائي الكريم- وهذه مناسبة لنشكر سيادة الأخ الحبيب وادارة مستشفاه والبروفاسورية والاطباء الآتين من فرنسا ومن لبنان لكي ينقلوا الينا معالم حية لطب متقدم متطور غايته الانسان سيد المخلوقات جمعاء والمخلوق على صورة “الله ومثاله”.
أيها الاحباء، اننا ندعو لمركز القديس بولس للخدمات الشاملة ولادارته وأطبائه وممرضاته ولجميع الذين سهروا الليالي لكي ينجح هذا اللقاء ويعطي ثماره، ندعو لهم جميعاً بأن يبارك الله جهودهم المضنية ويحقق أمانيهم الخيرة ويشملهم ببركاته دائماً.
نشكر خاصة مدير هذه المدرسة المستضيفة لمؤتمركم والتي اصبحت بفضل جهوده منارة علمية في عكارنا الحبيب.
لن ننسى وسائل الاعلام التي ترافقنا بكل أمانة في هذا اليوم الأغر والتي تقدم لاهل بلدنا بل للعالم أجمع صورة عن جهود متواضعة نقدمها. لهم كل شكرنا وامتناننا.
العدد 44 – في 31 تشرين الأول 1999
الأحـــد الثاني والعشرون بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share