“وأترجى قيامة الموتى” – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 87

“وأترجى قيامة الموتى” – المطران بولس (بندلي)
 هذا الكلام نعلنه عند تلاوة دستور الايمان، هذا الكلام يعبّر عن رجائنا الذي يحدثنا الرسول بولس في رسالته الأولى الى أهل تسالونيكي عندما يطلب منا الاّ نحزن كأولئك الذين لا رجاء لهم (1 تسالونيكي 13:4).
وأود أن أنقل اليكم أيها الأحباء خبرتين اختبرتهما شخصياً في الأسبوع الأسبق، تعزّت فيهما نفسي وتشدد رجائي.

في رعية من رعايا أبرشيتنا المحروسة بالله توفت سيدة، فصلينا مع الاخوة الآباء لأجل راحة نفسها وتعزية قلوب آلها. واذ قمت في اليوم التالي بزيارة بيتها للتعزية، سمعت تسجيلاً كنسياً ترتفع فيه الأصوات لتنشد تسبيحاً لله فتعزي الموجودين حول زوج الفقيدة وابنيها والعائلة وكأنني في العائلة الكريمة وفي أوج ألمها تود أن تعلن أن التعزية الحقيقية التي تبتغيها هي في كلمة الله لأنها كلمة حياة. وعندما قمت لأنصرف لفتتني صورة للفقيدة وشمعة مضاءة أمامها وكأن من حولها يودون أن يعلنوا ايمانهم بأنها قد انتقلت الى النور الذي لا يغرب أبداً، نور المسيح الناهض من بين الأموات.
وفي رعية أخرى توفت شابة بعد صراع مرير مع المرض كله ايمان واتكال على الله رافقها فيه من حولها بكل ايمان وصبر، فصلينا مع الاخوة الآباء لأجل راحة نفسها وتعزية قلوب آلها وفي اليوم التالي عندما زرت البيت الكريم للتعزية، اذا بالأم المتألمة بحق تقول لي انها عندما كانت في المستشفى يوم الأحد الذي سبق الوفاة ترافق ابنتها المحتضرة طلبت اليها هذه الأخيرة ان تتركها لتذهب الى الكنيسة فتشترك في القداس الالهي وكأنها تقول لها “يا أمي اذا اشتركت في القداس الالهي فإن تضرعاتك الى الرب سوف تساعدني كثيراً وعلاوة على ذلك كله، كل مرة تشاركين الذبيحة الالهية وتتناولين جسد الرب ودمه الكريمين فسوف تجدينني في المسيح الناهض من بين الأموات منتصرة معه على الألم والموت كما انتصر هو على الآلام بآلامه وداس الموت بموته.
هاتان خبرتان أشكر الله عليهما، أرجو للعائلتين العزيزتين ان يثبت الرجاء فيهما وان يكون الرب الاله سائداً اياهما بنعمته الغزيرة ساكباً على الجميع بلسم تعزيته.
كما أرجو لأبنائي جميعاً ان ينتبهوا الى ذلك، لأن التعزية الحقيقية عند غياب الأحباء هي في الرب يسوع ولذلك لا نحزن كما يحزن الذين لا رجاء لهم بل نذهب لنشارك الذبيحة غير الدموية التي ندعى الى الاشتراك فيها في كل قداس الهي فنلتقي فيه حقيقة وروحياً بالأحباء الذين رقدوا على رجاء القيامة والحياة الأبدية ونحصل على تعزية حقيقية نرجوها لنفوسنا جميعاً بنعمة ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح المنتصر على الموت بموته والواهب الحياة للذين في القبور له الكرامة والسجود مع أبيه وروحه القدوس الى الأبد. آمين.
العدد 34 – في 22 آب 1999
الأحـــد الثاني عشر بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share