عيد الأم العذراء “الجامعة الأضداد الى واحد” – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 100

عيد الأم العذراء “الجامعة الأضداد الى واحد” – المطران بولس (بندلي)
في هذا اليوم تعيّد الكنيسة المقدسة لرقاد العذراء الدائمة البتولية، سيدتنا والدة الاله الفائق قدسها.
انه عيد رقادها أي “موتها” حيث سلمت روحها الطاهرة الى ابنها الالهي ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح. انها تلك التي نسميها في صلاة المديح الذي لا يُجلس فيه “جامعة الأضداد الى واحد”.
وبالواقع جمعت بين البتولية والأمومة. والبتولية تكمن في أن يكون قلب الانسان لله وحده وكون العذراء مريم كذلك حَمَلت في أحشائها الاله المتجسد الذي جمع في أقنومه الواحد الطبيعتين الالهية والانسانية دون اختلاط أو تشويش، ولذا نتوجه اليها منشدين: “يا من هي بتول وأم معاً…”.

وجمعت بين الموت والحياة -لقد ماتت العذراء مريم كونها بشراً ولكن بموتها هذا انتقلت من الموت الى الحياة لأنها أم الحياة- ألمّ يتقبل ابنها الالهي الموت الطوعي لكي يدوس الموت بموته ويهب الحياة لجميع الذين في القبور؟
وجمعت بين التواضع والرفعة -لم تكن تفكر يوماً ما انها تستحق أن تكون أم للإله واذ بها تُبشر من قِبل الملاك جبرائيل بذلك-  وبعد أن أعلنت خضوعها التام لتصميم الله في خلاص العالم ولفظت نَعمها فانصرف عنها الملاك ها هي تقصد أليصابات نسيبتها لكي تشاركها بفرح افتقاد الله لها واذ تبادرها هذه الأخيرة الممتلئة من الروح القدس بتسميتها  “أم ربها” فتجيبها بما نردد عن لسانها في صلاة السَحَر الاعتيادية: “تعظّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر الى تواضع أَمَته فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال”.
أيها الأحباء في هذا العيد المقدس، عيد أمنا العذراء الكلية القداسة، عيد أم كل البشر، اذ أننا سُلّمناها وسُلّمنا اليها بشخص يوحنا الحبيب عند أقدام الصليب، فلنلتقي هناك لنكون معها كما كان الرسول الالهي ولنعاهدها اننا سنكون أمناء لهذا الابن المخلّص الذي بسط يديه على الصليب ليضم المتفرقين الى اتحاد واحد -ولنعاهدها اننا، ونحن في عالم المتناقضات، سيكون سعينا أن نهدّم الحواجز بين البشر كي نجمع الأضداد الى واحد.
هذه هي دعوتنا، ورسالتنا، فلننتبه لها وحينئذ نصرخ اليها قائلين:
في ميلادك حفظت البتولية وصنتها، وفي رقادك ما أهملت العالم وتركته يا والدة الاله، لأنك انتقلت الى الحياة، بما أنك أم الحياة، فبشفاعاتك أنقذي من الموت نفوسنا. آمين.

العدد 33 – في 15 آب 1999
الأحـــد الحادي عشر بعد العنصرة
رقاد سيدتنا والدة الإله

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share