كلمة الأخت ندى حدّاد باسم مركز طرابلس، بمناسبة إعلان فرع المنية لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة فرعًا قائمًا

mjoa Monday November 21, 2016 180

كلمة الأخت ندى حدّاد باسم مركز طرابلس، بمناسبة إعلان فرع المنية لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة فرعًا قائمًا

nada-haddadملاَكَ أبرشيّةِ زحلة وبعلبكّ وتوابعهما، سيادة المتروبوليت أنطونيوس الصوري الجزيل الاحترام،

قدس الآباء الأجلّاء،

يا أحبّة،

الشكر للّه الّذي أوصلنا إلى هذه الأمسية المباركة،  وقد أنعم علينا بها لنفرح مع إخوةٍ لنا، ملأت قلوبهم محبّة يسوع والغيرة على تعاليمه والعزم علة التبشير باسمه؛ فَعَمِلوا على زرع كلمة الله في نفوس الأطفالوالشبّان، دون كللٍ أو مللٍ، رغم كلّ الظروف الصعبة ولسنواتٍ طويلةٍ.

على هذا المثال يكون الحركيّون، وعلى هذا المنوال تكون الرّؤية الحركيّة.

الحركة يا أخوة “ما هي إلّا جسرٌ يعبر الناس عليه إلى المسيح”، على حدّ قول سيادة المطران جورج خضر، هدفها: أن تُوجِدَ الآخرين في الكنيسة، كما يعلّمنا الأخ غسّان الحاج عبيد. لذلك هي تسعى دائمًا إلى بناء أعضائها في يسوع من خلال فهمالكلمة الإلهيّة في الفرق الحركيّة وعيشها.

ليست الحركة لقضاء أوقاتٍ طيّبةٍ وللقيام بنشاطاتٍ جميلةٍ وتبادل أفكارٍ حميدةٍ أو عواطف نبيلةٍ رغم ما في كلّ ذلك من فائدةٍ كبيرة. إنّما هي توجيهٌ للحياة كلّها كما يقول الأخ كوستي بندلي رَحِمَه اللّه.

الحركة هي مدرسةٌ للحياة الروحيّة، فيها يدرس الحركيّ الكتاب المقدّس، ويتغذّى من تراث الآباء ويتعلّم كيف يتحسّس الأحداث الخلاصيّة ويترجمها في حياته؛ لذلك لا يبقى فيها إلّا من كان همّه المسيح فقط.

من هنا أنّ الانسان الحركيّ هو ذلك الإنسان الّذي وعى أنّ انضمامه للحركة يعني تكريس حياته للربّ. ومسؤوليّة المُكَرَّس هنا هي مسؤوليّةٌ كنسيّة تستدعي تفعيل الكهنوت الملوكيّ.

يقول القدّيس بطرس في رسالته الأولى (2: 9): “أمّا أنتم فجنسٌ مختار، أمّةٌ مقدّسة، كهنوتٌ ملوكيّ، شعب اقتناءٍ، لكي تُخبِروا بفضائل الله الّذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب”. ما عناه الرسول بطرس هو أنّ كلّ عضوٍ في الكنيسة  هو مدعوٌ من الله نفسه، إلى الحياة والقعل والخدمة في الكنيسة. وما تنوّع الخِدْمات في الكنيسة إلّا من تنوّع المواهب التي أغدقها الله على كلّ إنسانٍ، وميّزه بها عن الآخرين. “هو الّذي أعطى البعض أن يكونوا رسلًا والبعض أنبياء والبعض مبشّرين والبعض رعاةً ومعلّمين لأجل تكميل القدّيسين لعمل الخدمة ولبنيان جسد المسيح”

هذا ما كتبه الرسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس (4: 11-12)

إذًا “كلّ عضوٍ في الكنيسة له مكانه وموقعه ودوره الذي لا يستطيع أن يقوم به أحدٌ سواه. لقد جعل اللّه لجسدنا أعضاءً ووضع كلًّا منها في مكانه الخاصّ كما شاء.” يقول الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (12: 18). فكما في الأجسام الحيّة تُوضَع الأعضاء بحسب خصائصها، كذلك يكون الأمر نفسه في جسد المسيح أي الكنيسة ذات الأعضاء الكثيرة.

إنّ ثقافة التكامل هذه، لهي حاجةٌ ملحّةٌ اليوم من أجل بنيان الجماعة الكنسيّة. التكامل ضروريٌّ بين جميع أبناء الكنيسة، إكليركيّين وعلمانيّين، أطفالًا وشيوخًا، شبابًا وشابّاتٍ لأنّ الكنيسة جسمٌ واحدٌ يقوم على التناغم والتآلف بين أعضائه.

هذه الروحيّة قد وَعَتْها الحركة منذ نشأتها، وهي سعت وتسعى دائمًا إلى دفع الأفراد باتّجاه تفعيل مواهبهم وتثميرها في خدمة الكنيسة ليكون كلّ عضوٍ فيها واحدًا من شهودٍ كثيرين.

الحركة إذًا، هذه  الجماعة ذو الفكر الواحد والقلب الواحد والرؤية الواحدة، هي تيّارٌ نهضوي. تشمل شهادته المدى الإنطاكي أوّلًا. أرادها الله أن تُولَدَ في هذه المنطقة حيث دُعِيَ التلاميذ مسيحيّين أوّلًا ومن حيث كُرِز بالانجيل في المشرق والعالم كلّه. فلا خيار لنا نحن اليوم، إذا أردنا أن نكون أمناءً للمسيح، إلّا أن نكون رسلًا نمدّ الانجيل للناس جيلًا بعد جيل عاملين بكلام الربّ “هكذا فليضىء نوركم للناس، لِيَرَوا أعمالكم الصالحة. فيمجّدوا أباكم الّذي في السموات.”

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share