الجرأة في اعلان الايمان – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 117

الجرأة في اعلان الايمان – المطران بولس (بندلي)

في هذا الأحد المبارك نتذكر يوسف الذي من الرامة وحاملات الطيب. يوسف الذي كان خافياً لإيمانه طالما كان المسيح حياً، يأتي عند موت السيد المصلوب يطلب جسده. يجرؤ في دخوله على بيلاطس ليطلب جسد محكوم عليه بالموت. يخاطر بسمعته الشخصية، يعرّض نفسه لعقوبات يفرضها القانون البشري، ولكنه يتقدم معلناً ايمانه بالمصلوب، يتقدم لكي يدفن جسده وكأنه يأخذ قوة من جسد ميت -ولا تفسير لجرأته الاّ بذلك- يتقدم فينزل مع نيقوديموس -الذي كان يأتي “ليلاً” ليطرح سؤاله على المعلم الالهي- ويلفان الجسد ويضعانه في قبر جديد. جرأة الاثنين يوسف مع نيقوديموس لا تُفسر بشرياً. الأول كان ينتظر ملكوت الله فيأتي لكي يتلقى جسد من أدخلنا الى ملكوت الله، والثاني كان يسأل عن دخول الحياة فيأتي ويتقبل من هو عنصر الحياة ويضعان جسده المتقبل الموت طوعاً بين الأموات لكي يفجر القبور وينهض الأموات…

أما النساء الحاملات الطيب اللواتي ذهبن باكراً جداً الى القبر الجديد حيث وُضع جسد الرب يسوع، فجرأتهنّ لا تقدر اذ أنها لا تتحمل تفسيراً بشرياً.  من أين تأتي نساء ضعيفات بقوة غريبة كلياً لكي تذهبن ليلاً الى قبر، غير مباليات بظلمة مادية تحيط بهن،  غير خائفات من حراس وُضعوا خصيصاً لكي يمنعوا أياً كان، وخاصة “تلاميذ هذا المضل”،  أن يقتربوا من القبر؟ يتساءلن “من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر” ولكنهن مجدات دون تردد نحو قبر مغلق بحجر عظيم جداً. من أين تأتي جرأة تغلب ضعفهن البشري؟ لا تفسير لذلك الاّ بإيمان دفين في قلوبهن، ايمان يدفعهن الى الدفين الالهي، ايمان يستند الى محبة لا تتزعزع أبداً اذ أنها أقوى من الموت. فالمحب لا يخاف! يؤمن بالمحبوب الدفين ويأتي بجرأة غالب لضعفه ولناموس طبيعته بقوة من أكد قائلاً: “ثقوا فقد غلبت العالم”.
أيها السيد الناهض من بين الأموات، يا غالب موت طبيعتنا الضعيفة أعطنا جرأة الايمان بك يا من قمت من بين الأموات لكي تنهضنا معك.
اننا في عالم ظلمة تخيفنا كثيراً!
اننا في عالم يموت الانسان فيه كل يوم لأن كرامته مهددة دائماً فقيمتها تنسى لأسباب عديدة تسيطر على البشرية. لن ينقذ الانسان الذي أنت خلقته سواك أنت أيها القدوس، لن يقيمه من موته اليومي الاّ أنت وحدك يا من تنازلت أن تدخل عالم الأموات لكي تنهضهم معك!
لن يؤكد كرامته الاّ أنت يا من احتملت البصاق والجلد والتعييرات والمسامير والموت على الصليب والدفن الاختياري لكي تعيد كرامة صورتنا الأولى!
أعطنا يارب جرأة يوسف وجرأة نيقوديموس وجرأة حاملات الطيب لكي نعلن ايماننا بك أنت يا من وحدك أنقذت البشرية جمعاء. أعطنا الاّ نخاف -الناس، عن جهل، يضطهدون من يؤمن ويعتبرون أن التمسك بك خرافة من الخرافات لكننا نعرفك أنك “الحقيقة” المطلقة، وأنك “الطريق” المؤدية الى الخلاص وأنك “الحياة” الواهبة الحياة لنا نحن المائتين في خطايانا وأنانيتنا.
أيها السيد القدوس أعطنا الاّ نستحي بك أن نحواك ساكناً فينا لكي يعرف من حولنا أنك قمت حقاً وأقمت كل الثاوين في ظلمة الموت التي يتخبط عالمنا في ديجورها.
يا رب افتح شفاهنا لتسبحك، أعطنا حياة محبتك لكي ننقلها في حياتنا الى كل من حولنا.
يا رب قوِّ ضعفنا فإننا واثقون بنعمتك ومتكلون على قوتك. فلن نخاف أبداً ونحن واثقون أننا في صراعنا مع الموت نحن قائمون بك أيها المبارك الى أبد الآبدين. آمين.

نشرة البشارة
العدد 17 – في 29 نيسان 2001
أحـــد حاملات الطيب

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share