الخوف من الله- المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 116

الخوف من الله- المطران بولس (بندلي)

في إنجيل هذا النهار مفارقة واضحة في تصرف البشر، انسان كان يخيف الناس بسبب قوة أعطاه اياها الشرير عندما تسلط عليه فالتقى بأب المراحم إلهنا   المتجسد الذي أنقذه منها فعاد هادئاً يطلب ان يتبع الرب لأنه رأى فيه الاله المحب البشر، المتحنن على جنسنا. وفئة من البشر تسكن بلدة تعيش حياتها اليومية برتابة واذ بها تفاجأ بالمتحنن الآتي اليها بسلطان كامل غير منتقص لكنه يستعمله لكي يقول للإنسان: اني آتيك برحمة لا توصف فانتبه، أريد خلاصك فلا تتركني لأن خلاصك انما أتيت لأمنحك اياه، فهذه الفئة من الناس التي اعتادت أن تتحمل رتابتها، فأتاها من الحوادث ما يهز كيانها، كيف لا وقد وجدت ان قطيع خنازير قد رمى نفسه في بحيرة اختنق فيها، فلم تشأ البلدة المذكورة -بسبب خوفها- أن تفتح أبوابها لتستقبل المنقذ لكن يتابع عمل رحمته معها، فأتى رجالها يطلبون من الرب أن ينصرف عنهم، فلبى طلبهم وابتعد.

أيها الأحباء ما هو موقفنا من الرب، هل هو الأول أي موقف الذي عرف أن الله شفاه فلم يعد يحتمل الابتعاد عنه ليقينه أنه يعطيه ليس شفاءً وقتياً محدوداً بل شفاءً مستمراً ويسهر على كل “شعرة” من شعر رأسه، أم نختار الحل الثاني نعبِّر فيه عن “خوفنا” من الله، أي نشوّه، وفي الأرجح دون قصد، نشوّه صورة محبته ونحوله إلى فزّاعة نخاف منها باستمرار ونخيف بها الآخرين.
أيها الأحباء علينا أن ننتبه أن إلهنا خالق السماء والأرض، إلهنا   المنحدر الينا، الساكب علينا أحشاء رحمته ليس “فزّاعة” نعتبرها انها “واجبة الوجود” كما نقول في تعابيرنا اللاهوتية لكي نرعب بها اخوتنا البشر ولو عن حسن نية لكي نقوّم مسلكهم “تجاهنا”، فنقع بدورنا في فخ تصوراتنا ونرجو السيد أن يبتعد عنا لأننا “نخافه” -أرجو أن نكون من أولئك الذين يقولون مع الحبيب يوحنا كاتب سفر الرؤيا: تعالى أيها الرب يسوع لأنك الاله الحي المحيي للبشر، تعالى واقترب منا ولا تدعنا لوحدنا لكي نحيا بك ومعك. آمين.

نشرة البشارة
العدد 27 – في 8 تموز 2001
الأحد الخامس بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share