الوزنات المعطاة لنا – المطران بولس بندلي

mjoa Tuesday December 13, 2016 360

الوزنات المعطاة لنا – المطران بولس بندلي

إنجيل هذا النهار يحدثنا عن وزنات أعطاها السيد لكل إنسان. هذه الوزنات هي كل العطايا التي منحها الرب لنا. فلنفتش جيداً، حينئذ لابد وانه سيظهر لنا جلياً عطاء الله.
لكن عطية الله لا تمنح شرفياً، إنها تعطى مجاناً لنا، لكنها ليست عطية حقيقية الاّ إذا أعطت ثماراً والاّ تصبح العطية الممنوحة لنا حسب غنى محبة الله للبشر، تصبح هذه العطية وكأنها غير موجودة فينا، فإذا لم نشأ أن ننتبه إليها ونستعملها فهي بالنسبة لنا كأنها لم تعط وفوق ذلك فهي معرضة أن تتعرض للصدأ أي إنها لم تعد تنفع لأية خدمة في حياتنا علاوة أن الضرر الذي يمكن أن ينتج عنها هو أكيد إذ أن الاداة الحادة التي يصيبها الصدأ تصبح جارحة لليد التي تستعملها وكالسكين عوض أن تقطع مادة تنغرس في اليد وتعرضها لخطر محتَّم.

ايها الأحباء تؤكد طقوسنا في الأفشين الذي يتلى قبيل نهاية الخدمة الإلهية بأن “كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة هي من لدن إلهنا أب الأنوار” فإذا كان الله يعطي الهبة كاملة ويعطيها لكل إنسان دون محاباة في الوجوه، هل نسمح لأنفسنا بأن نبدِّد عطايا الإله القدوس المتحنن علينا وهو ليس فقط المعطي بل المعطى… ألم يقل الرب للإمرأة السامرية: لو كنت تعرفين عطية الله ومن هو الذي يطلب إليك أن تعطيه ليشرب لكنت أنت طلبت منه فأعطاك ليس فقط الماء التي أنت بصدد الاستقاء منه لتشربيه بل هو ينبوع الحياة الذي لا نستطيع أن نقدِّر كم يحبنا ولذا فعطاؤه لا يكون محدوداً بل يجري فينا ويؤهلنا أن نصبح ينابيع عطاء بكل ما للكلمة من معنى المهم الاّ نقول: “الله أعطى غيري” أما أنا فأتدبر أمري بنفسي قدر إمكاني… كلا، ليس الأمر كهذا، فتش وفتش أنت في حياتك فلا بد وأن تكتشف أن الله منَّ عليك بسخاء بأشياء وأشياء عليك أن تنتبه إليها لكي تجعلها تثمر فحينئذ تنمو فيك وتلاحظ بنفسك كم الله عظيم بالنسبة لك لأنه مصدر كل نعمة وعطاء والحظ نفسك لكي تبقى نعمة الله مثمرة فيك. ضع ذلك أمام عينك ولا تتوانى. أنت مدعو إلى ثمار يانعة بفضل إلهك فلا تطمر وزناتك، ستثمر بسهرك عليها متكلاً على رحمة إلهك وتمجد الله مدى الدهور. آمين.

نشرة البشارة
العدد 6 – في 10 شباط 2002
القديس الشهيد في الكهنة خارالمبس

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share