غـيرة للرب – المطران بولس (بندلي)
يوم أمس في العشرين من شهر تموز عيّدت الكنيسة المقدسة للقديس النبي الياس الغيور شفيع عدد من الاخوة رؤساء الكهنة والكهنة الأحباء من المؤمنين الذين يحملون اسمه فنتمنى للجميع عيداً يعيدونه ببركة الله إلى سنين عديدة.
كان هذا القديس يعلن أنه يغار غيرة للرب وهذا يعني أنه لا يقبل بأي بديل عن الله -ولذلك كان يردد: “حي هو الله الذي أنا واقف أمامه” فغيرته للرب كانت تعني أن إيمانه هو بالله الحي، ولذلك كان لا يوجد مكان للأصنام، التي مهما عظمت، تبقى فاقدة الحياة والنسمة. وكأنه بغيرته لله يسعى أن يستمد من الله حياة لنفسه وللآخرين منشداً إياهم ألا يقعوا في فخ الأصنام التي لا تستطيع أن تبقى كونها لا تسمع، لا تتكلم ولا تبصر فكيف يقبل الإنسان بها ويبتعد عن الله الحي الذي قال: “لأني أنا حي فأنتم ستحيون”.
أيها الأحباء كيف نعيّد لقديسنا الغيور ونحن نساوم ونساوم كثيراً في حياتنا ولنعترف جهاراً أن المساومة تنفي الغيرة إذ تجرّنا إلى المفهوم التجاري، مفهوم المقايضة، مفهوم “طلب شيء ما” مقابل عطائنا؟ إذا أردنا أن نسلك على طريق قديسنا فلا نستطيع بل لا يجوز أن نقبل بالمقايضة التي تعطل غيرتنا للرب. ومن جهة أخري هل نقبل بالأصنام، عبادتها وحتى على الأقل تمسكنا بها هذا يجعلنا نتخلى عن الحياة التي يقدمها لنا الله الحي مجاناً. فإذا غرنا له فهذا يعني أن من به “كانت الحياة” _إنجيل يوحنا) يمنحنا الحياة به، والحياة به هي “نور الناس” (إنجيل يوحنا)، فإذا غرنا له كإيليا فحياة الله تجري فينا وليس فقط ذلك بل تكون فينا بنعمة الله، ينبوعاً لماء حي يروي العطاش…
طبعاً إن الغيرة لله سوف تتطلب منا جهاداً كبيراً، فإيليا الغيور اضطر أن يهرب أمام الملكة إيزابيل الشرسة التي أعلنت أنها ستنزع حياته كما قتل كهنة البعل المفسدين للناس. والجهاد المقصود سوف يأخذ إكليل المجد الذي لا يذبل هذه انطباعات وتأملات أرجو أن تخرق أعماق قلوبنا. إن غيرتنا للرب كإيليا سوف تكون تعييداً حقيقياً نسأله من أعماق قلوبنا لكل منكم بنعمة الله القدوس وشفاعة النبي الياس الغيور أسأله أن تحيط بكم دائماً. آمين.
نشرة البشارة
العدد 29 – في 21 تموز 2002
الأحد الرابع بعد العنصرة