العام الجديد- المطران بولس (بندلي)
أيها الأحباء جداً بالرب،
منذ خمسة أيام دخلنا العام الجديد، عام 2003.
صادف ابتداء العام انه في عيد ختانة السيد بالجسد في اليوم الثامن بعد ولادته وهذه الختانة كان يخضع لها الطفل الذكر لكي يحمل في جسده علامة العهد الذي عاهد الله الإنسان حين أكد له أنه سيكون مخلصاً له وللبشرية جمعاء -فعندما أتى الرب الواضع للشريعة وارتضى أن يخضع لفريضة الختان التي سنّها هو، حينئذ أعطى الختان معناه الأخير عندما تنازل أن يتحمله ولم يعد الختان بعد ذلك فريضة ناموسية لأن ذاك الذي تنازل أن يقبله في جسده، كان هو “العهد الجديد” المعلن بأن الإنسان لم يعد مرمياً على الأرض، منسياً من الهه بل بالعكس قد انتصب أمامه (أي أمام الانسان) من دُعي “يسوع” أي “الله المخلص” للجنس البشري بأسره.
فهل نعي أن الله هو مخلصنا وبالتالي هو الذي ينقذنا من آثامنا لأنه هو الذي يغفر خطايانا؟ هل نعي أن حياتنا وسنواتها التي تمر الواحدة تلو الأخرى، هي بحاجة أن تُنقذ من رتابتها ومن فقدان المناعة الروحية الذي يهددها؟ هل نضع في بدايات هذا العام الجديد أمام أعيننا أن الرب الاله هو المخلص الأوحد لحياتنا؟ وهل نحن مستعدون الاّ نلجأ لأحد سواه؟
أيها الأحباء جداً، لنرفع أعيننا إلى فوق راجين الخلاص لنا ولبلدنا ولحكامنا وللعالم أجمع!
لنصرخ نحو إلهنا ونحن محاطون بأمواج مضطربة تهدد حياتنا بالغرق في لجة اليأس:
بارك اكليل سنتنا بإكليل صلاحك يارب، ارحمنا وارحم عالمك أجمع،
لا تدعنا نهلك بسبب ابتعادنا عنك! ارحم المساكين والضعفاء، وأبعد عن عالمك تهديدات الذين يستكبرون في أعماق قلوبهم ويستسلمون لأهواء قلوبهم. نجهم يا رب من خطر نفوسهم الضعيفة، أعطهم أن يفهموا أنك هو الاله الحقيقي وحدك!
يا ربنا ارحمنا واصبغ علينا رحمتك العظيمة فإنك المبارك إلى أبد الدهور. آمين.
مطران عكار وتوابعها
العدد 1 – في 5 كانون الثاني 2003
الأحد قبل الظهور الالهي