رسالة ميلادية – المطران بولس (بندلي)

mjoa Saturday March 4, 2017 156

رسالة ميلادية – المطران بولس (بندلي)

الى أحبائنا الكهنة الورعين والشمامسة المخلصين وأبنائنا الغيورين في أبرشية عكار وتوابعها.
وبمناسبة عيد ميلادنا ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح المولود من أجلنا وهو الهنا قبل الدهور،
وباسم رئيس رعاتنا غبطة أبينا كيريوس كيريوس أغناطيوس الرابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، الكلي الطهر والجزيل الاحترام.
وينضم الينا كل من الأخوين الحبيبين المطران يوحنا أسقف الحصن والمطران باسيليوس أسقف طرطوس وصافيتا،
لنعايدكم افرادياً مع عائلاتكم الكريمة ورعاياكم الحبيبة سائلين الطفل الإلهي المولود على أرضنا الباردة لينقل الينا والى العالم أجمع دفء حنانه ومحبته للبشر.

أيها الأحباء جداً بالرب، إن الله، عندما وجدنا قد ابتعدنا عن نعمته بسبب ضعفنا، نراه يرمي بنفسه بيننا، لا يكتفي بالأمر الواقع، لم يقل: ليدبِّر الانسان أمره بنفسه، ليقلع شوكه بيده، أخطأ بإرادته فيدفع ثمن خطيئته، لم يقف الله أي موقف سلبي تجاه الانسان مع انه كان يجوز له ذلك ولكنه صار انساناً تبنى الطبيعة البشرية وأقامها ملازمة لطبيعته الإلهية الكائنة منذ الأزل. واذ صار بشراً مثلنا أتى الينا كاخوة له، صائراً شبيهاً باخوته، أي بنا، في كل شيء ما عدا الخطيئة.
ان الله لم يستح بنا مع كل تشويهنا لصورته فينا بسبب الخطيئة، أعارنا كل اهتمامه، فهل نعيره اهتمامنا، هل نفكّر به آتياً الينا حاملاً نعمته العظيمة؟ الخطر الذي نتعرض اليه هو أن نستقبل ميلاده دون أن نحضره الى فكرنا. لنقم بامتحان قلب، لنسأل ذواتنا: اننا نعيد لميلاد المسيح، فهل نفكّر فعلاً بالرب يسوع المسيح؟ هل يمر تنازله المتواضع حقيقة أمام أعيننا؟ الا تلهينا عنه الزينات الكثيرة و “البابا نويل” والشجرة التي نحاول أن نزينها بأجمل الحلل؟ هل نفكر بتزيين نفوسنا بالحلل الروحية التي نستمدها من رحمة من اتكأ في مزود البهائم هذه تساؤلات أرجو أن نطرحها بشفافية على أنفسنا. ومن جهة أخرى، صار الهنا أخاً لنا فهل نحن نفكر باخوتنا البشر انهم موجودون معنا وحولنا على أرضنا هذه؟ ان الأمرمهم للغاية لا نستطيع أن نعيد لميلاد المسيح ان لم نقبل الرب في حياتنا مع كل التحديات التي ستنتج عن ذلك، وان كنا نريد أن نستقبل فعلاً المسيح، فهل نسمح لأنفسنا أن نرفض الاخوة الذين آخاهم المسيح كما آخانا نحن.
أيها الاحباء،
هذا العيد الحاضر هو عيد ميلاد المسيح، عيد وجوده بيننا، عيد تغييره لنا ولأطباعنا، عيد استقبالنا للآخر، كل آخر مهما عظمت اساءته لنا، اننا مدعوون فيه أن نطرح عنا كل حقد وسخط أو أي شيء آخر يهدد باقامة الحواجز بيننا وبين الآخرين.
ان الملائكة عند ميلاد الرب يسوع رنموا: “المجد لله في العلاء وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة” وكان الملاك قد أعلن انه آت ليبشر الناس بفرح يكون لجميع الشعب اننا مدعوون أن نساهم كل في موقعه بالسلام لجميع الناس وبالفرح لجميع الشعب وهكذا اذا سعينا لتحقيق ذلك نكون قد عيدنا حقيقة لميلاد المسيح فنلنا سلاماً حقيقياً من المولود الإلهي وأشعنا فرحاً بلسم جروح الكثيرين بنعمة الهنا.
انا نعايد رئيس بلدنا فخامة الرئيس العماد اميل لحود وجميع معاونيه في الحكم ضارعين ان يمنح الله سلاماً وفرحاً لأهل بلدنا ولقادته سائلين للعالم أجمع بركة الهنا المنحدر الينا بوداعة الحمل، رافعاً خطايانا عن كواهلنا لنمجد ولادته الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة
الأحد 19 كانون الأول 2004
العدد51

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share