الإيمان الحقيقي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday March 15, 2017 182

الإيمان الحقيقي – المطران بولس (بندلي)

في المقطع الإنجيلي الذي تلي على مسامعنا في هذا اليوم المبارك، يظهر لنا الرب يسوع أن الإيمان الحقيقي ليس بمفخرة الإنتماء الى جماعة مفروض أن يؤمن أعضاؤها كونهم ورثوا هذا الإيمان بل هو في إنتماء الى إيمان يتربى عليه الإنسان، ونعمّا التربية المساهمة في الإيمان وطوبى للجماعة المؤمنة حيث يسود المناخ الإيماني المنعش لإيمان كل فرد ويشكر الله على ما ينعم به علينا جميعاً. إذاً في أساس الموضوع يبقى الإيمان في الإعلان الوجداني الذي يصعد من صميم الإنسان الى فمه المعلن له، الم يقل الكتاب إن الفم يتكلم من فضلات القلب؟

أيها الأحباء ماذا نفهم من الإيمان المعلن من فم ضابط وثني أتى يتوسل الى الرب يسوع أن يشفي غلامه الذي كان طريح فراش الألم؟ إنه ضابط له سلطة الأمر على جنوده كما يعلن في كلامه للرب يسوع ولكنه الآن في موقف توسل أي طلب متواضع من شخص يقف أمامه. ويتواصل موقف التواضع هذا عندما يعلن قائد المئة “إنه غير مستحق” أن يدخل الرب يسوع بيته ولكن هذا الموقف المعتذر عن قبول السيد في بيته يقترن فوراً بإعلان إيماني: “لكن قل كلمة واحدة فيبرأ غلامي”. في مقدرة الرب يسوع لا شك فيها عند القائد الملتمس ولذلك يؤكد بإلحاح شديد ان مخاطبه قادر أن يشفي غلامه بكلمة منه.

نقف ونتأمل باحترام كبير هذا الوثني الذي لم يكن في حياته ما يسهل له الإيمان بالمسيح، الذي لم يرث إيمانه من بيت أو محيط يساعدانه في إعلانه والذي يتمسك بفاعلية “كلمة” من يخاطب، ألم يعلن هكذا ما نستدل عنه دائماً في الكتاب المقدس، وان كلمة الله لا ترجع الى الوراء بل هي فاعلة دائماً وأبداً.

إن قائد المئة الذي تكلم عنه إنجيل هذا النهار أتى من المغارب ليعلن إيمانه “بالمشرق للمشارق” كما تقول صلواتنا في عيد الميلاد المقدس. هل لنا أن نرفعه آتين من مغارب تفكيرنا المشتت الى مشرقنا الإلهي الرب يسوع الذي يجمع أفكارنا وينيرها ويجعلنا نقول مع قائد المئة الإعلان الوحيد الذي ورثناه وهو إني لست مستحقاً أن تدخل تحت سقف بيتي، لكن قل كلمة واحدة فنشفى بنعمتك أيها الرب الإله مخلصنا وفادينا لك الكرامة والسجود الى أبد الدهور آمين.                                                  

نشرة البشارة

الأحد9 تموز 2006
العدد 28

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share