مسؤوليتنا في حمل نور الله للآخرين – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday March 15, 2017 104

مسؤوليتنا في حمل نور الله للآخرين – المطران بولس (بندلي)

في هذا اليوم المبارك حيث نعيِّد لآباء قديسين جاهدوا من أجل حفظ الإيمان في المجامع المقدسة.

يأتي كلام الرب يسوع يؤكد لنا باننا نور العالم. إن الأمر مهم للغاية ويسترعي إنتباهنا كبف أن الرب يسوع يعلنه بوضوح متوجهاً به الى تلاميذه الرسل القديسين الأطهار وعبرهم إلينا جميعاً.

فالذي قال “أنا نور العالم” ها هو يتوجه إلينا لكي يقول لنا “أنتم” نور العالم. يسوع الابن الوحيد لله “النور من النور” كما نعلن ذلك في دستور الإيمان يطرق على أبواب قلوبنا البشرية لكي يؤكد مسؤوليتنا في حمل النور. إنه يدعونا الى شرف كبير لا نستطيع أن نقدر أهميته.

إنها لمسؤولية جسيمة يلفتنا إليها الفادي القدوس، يقول لي ولكم: أنا الذي أتيت بنوري لكي أخلصك يا إنسان من ظلمة الخطيئة المميت، أنا أوكل إليك أن تحمل نوري الى العالم المتخبط في ديجور ظلام الخطيئة. هذا الظلام نتج عن بعدك عن الله واستسلامك للخطيئة التي تكبلك وتجعل الظلمة مالئة حياتك. إنتبه الى مسؤوليتك الجسيمة فإذا أردت أن تنتبه الى ما أقوله لك تخلص ليس وحدك فقط إذ قد استنرت بالرب ولكنك تساهم في خلاص من حولك فلا تدع نوري يضيع في ظلمة حياتك. أنت الذي تحاول أن تحبني أنا فاديك بالحب لكي يكون أصيلاً وثابتاً لا يستطيع أن “يكتفي” بعاطفة بل هو صليب تحمله معي لكي يضيئك ويضيء للجميع.

أيها الأحباء ان دعوة الرب لنا أن “نحب” بعضنا بعضاً كما أحبنا أي في بذل ذواتنا دون تردد من أجل من حولنا. فقد قال بولس الإلهي “استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضيء لك المسيح”.

إن دعوة الرب لنا أن نستيقظ، أي ألاّ نستسلم لموت الخطيئة المحيطة بنا، بل أن نطرح عنّا ظلمتها ونحمل في حياتنا صليب الإخوة ونتبع الحمل  الإلهي المذبوح طوعاً من أجل العالم ليخلصه من ظلمة أنانيته وقوقعة الإنسان فيه على نفسه.

لنصغ الى كلام الرب الداعي إلينا أن نحب بعضنا بعضاً كي نحمل نوره المتجلي في محبة أظهرها لنا أولاً على صليبه المنتصر على موت الخطيئة المظلم وهكذا نكون قد جاهدنا جهاداً حسناً حفظنا الإيمان أتممنا السعي فننال إكليل المجد النوراني الذي يعطيه الرب للذين يسعون الى محبته. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 16 تموز 2006
العدد 29

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share