صلاة الرب يسوع الى الآب – المطران بولس (بندلي)
في مقطع إنجيل هذا النهار حيث نتذكر آباء المجمع المسكوني الأول المجتمعين في نيقية سنة 325، عُرضت لنا كلمات الرب يسوع الموجهة الى الآب في صلاته التي رفعها قبل آلامه الخلاصية. وفي هذه الصلاة ورد طلب حار من أجل تلاميذه. طلب من الآب أن يحفظهم من الشرير. لم يطلب لهم المال، لم يطلب لهم الشهرة، لم يطلب لهم أي طلب من طلبات العالم. أكد في صلاته على أن يرعاهم الآب برعايته، أكد الأهمية القصوى على ذلك وانحصر مطلبه في الأهم الأهم…
أيها الأحباء، لم يكتف الرب يسوع بالطلب من أجل تلاميذه جعل له إمتداداً عبر الأجيال المتتالية الى أيامنا الحالية حتى إنتهاء العالم ولذلك سمعناه يقول: لست أسأل من أجل هؤلاء فقط بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم (يو20:17). كم هو عظيم تحنن إلهنا… يصلي من أجل كل إنسان في أي زمان أو في أي مكان وجد. إنه يعرف إننا سنكون متضايقين من ألاعيب الشرير الخبيثة وهي تحيط بنوع خاص بالذين يحاولون أن يبقى إيمانهم سالماً في عالم توجد فيه المساومات ولذلك يصلي من أجلنا جميعاً، كما صلّى من أجل بطرس لكي لا يفنى إيمانه فيرجع ليثبت إيمان الإخوة الآخرين، يصلي من أجلنا كي يحفظنا الله من الشرير ومن حبائله.
أيها الأحباء نحن في العالم موجودون ولسنا من العالم، لنتكل على رحمة إلهنا المحب البشر ولا نخف البتة.
في ترانيم كنيستنا الفصحية وردت كلمات تدعونا أن نتشجع ونثق بمن يقاتل عدوّنا الألد “الشرير” لأنه غالبه بصليبه المتلألئ بأنوار القيامة.
وإذ نردد في آخر طلباتنا “أعضد وخلص وارحم واحفظنا يا الله بنعمتك” لنكن متأكدين إن حفظ الله لنا قائم دائماً وإنه يقينا من كل شرٍّ إذا اتكلنا عليه وإذ ندعى أن “نودع ذواتنا وبعضناً بعضاً وكل حياتنا المسيح الإله”، فلنشترك هكذا بصلاة الرب يسوع الى الآب ونطلب منه أن يحفظنا من الشرير ومن كل صنائعه وأن يحفظ كل الناس بنعمته وأن يجعلهم منتصرين بنعمته على كل شر فيغلبون الشرير المجرب كما غلبه الرب يسوع عندما أمره قائلاً: “إذهب عني يا شيطان” فنتخلص هكذا بنعمة إلهنا على مكايده ونبقى محفوظين بنعمة ربنا يسوع المسيح، نحيا محبة الآب بشركة الروح القدس الإله الحقيقي الذي ننتظر إرساله إلينا من الرب يسوع من عند الآب فنمجد إلهنا الواحد المبارك الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 20 أيار 2007
العدد 20