الرحمة الإلهية – المطران بولس (بندلي)

mjoa Thursday March 23, 2017 267

الرحمة الإلهية  – المطران بولس (بندلي)

“كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم” (لو36:6).
إن الكلام الإلهي الموجه إلينا، يضع أمامنا صورة بهية للرحمة الإلهية –الله رحيم بعظيم رحمته للبشر- يوجهها الى الجميع دون إستثناء، أولئك الذين يسعون إليه بكل جوارحهم ملتمسين وجهه القدوس ومعونته الإلهية كي ينتصروا على ضعفهم البشري، وتغفر خطاياهم، ولكن أيضاً الى الذين ضلّوا الطريق ويتخبطوا في ديجور ظلمتهم.

الله يرحم الجميع، كما إن الأم لا تنسى الذين حملتهم في رحمها، كذلك ربنا لا ينسى أحداً في إفتقاده الدائم للبشر أجمعين والسهر عليهم.

وكلام الرب يسوع المسيح لمستمعيه ولنا أجمعين لا يقف عند حد وصف عظمة رحمة الله بل يمتد الى طلب إقتدائنا بهذه الرحمة الإلهية

-فيستعمل “كما” متجاوزاً المسافة الشاسعة التي بين الله والانسان- اليس هو، أي، الرب يسوع الذي إمتد بتجسده كجسر بين الخالق والمخلوق لكي يقول لنا: أنتم قادرون بنعمة الله أن تحققوا صورة الله فيكم، تلك الصورة التي وُهبتم إياها عند خلقكم. فلا تخافوا ألاّ يكون ممكناً ما أطلبه منكم لأنه “ما هو غير مستطاع عند الناس مستطاع حتماً عند الله”.

نعم أيها الأحباء، إن هذا المقطع الإنجيلي يسطّر لحياتنا برنامج رحمة ليست الرحمة البشرية بمعناها المحدود ولكنها الرحمة الإلهية غير المحدودة التي ندعى الى ممارستها وتقتضي لذلك أن تبقى عينانا ملتصقتين برئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي هو الضمانة لتحقيقها إذا إتكلنا عليه.

هلمّ لنبادر ساعين نحوه فنغرف من معين رحمته الإلهية لكي نسكبها حولنا مشعين نور المسيح المعطى لنا فنباركه الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 30أيلول 2007
العدد 39

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share