كلمة في لقاء تكريم الجيش اللبناني – المطران بولس (بندلي)

mjoa Thursday March 23, 2017 115

الكلمة التي ألقاها صاحب السيادة راعي الأبرشية في لقاء تكريم الجيش اللبناني برعاية القائد العماد ميشال سليمان بتاريخ 15/9/2007

حضرة العقيد الركن فؤاد حمزة ممثلا راعي الاحتفال سيادة العماد ميشال سليمان قائد جيشنا الباسل،

قدس الأباء

آل الشهداء الاكارم

أيها الاحباء

باسم الاله القدوس نجتمع بوجوهكم الكريمة في الايام الاولى من صوم رمضان المبارك داعيين لكل أحبائنا المسلمين بأن يكون هذا الصوم مقدساً وأن يأتي بالخير والبركة على العالم أجمع.

نلتقي لنحتفل بإنتصار جيشنا الباسل على عدو بلدنا الغاشم. نلتقي برعاية قائد حكيم مقدام ساهر على الدوام على أمن البلد وعلى سلامة أبنائه. والرعاية لاحتفالنا هذا ليست رعاية شكلية “رفع عتب” كما نقول بلغتنا العامية، إنما هي رعاية حقيقية يقوم بها متقدماً الخراف الناطقة الحية الحاملة لصورة الله كي يقودها إلى المراعي الأمينة حيث تؤمّن لها الكرامة الإنسانية الحقيقية الَتي نحتاجها قبل كل شيء وذلك بعيداً عن المزاودات الرخيصة السهلة أكثر بكثير ولكنها تقود إلى إذلال الانسان وفقدان كرامته بل بالحري إلى فقدان إنسانيته بكل معنى الكلمة، وهل تكون عندئذ قيمة للانسان؟

راعي إحتفالنا الجليل،

أيها الاحباء،

إن انتصار جيشنا نفتخر به ونرفع رؤوسنا عالياً، كون الحق انتصرعلى الباطل الّذي يحاول أن يمد أصابعه القتالة إلى الأبرياء، لكنكم وقفتم أيها الابطال لتصدوا عنّا ضرباته المميتة، وقفتم وقدمتم صدوركم كدرع حي لكي تصدوا عنا هجمات الاشرار القتلة المحاولين أن يعيثوا في البلد والعباد فساداً وأقصد بالكلمة كامل ما تحمِل من معنى، أي أنكم لم تتوانوا أبداً في المحافظة على كيان كلّ من مواطني البلد، كلاً بمفرده، دون أي تمييز فحققتم بذلك الوحدة الوطنية الحقيقية التي نرجوها من كل جوارحنا والّتي تعرّض المواطن كثيرًا لليأس من تحقيقتها. وكم نحن فخورون بالالتفاف الموحّد الّذي أحاطكم المواطنون به هنا وفي كل المناطق دون “كلمة سر” تُنفخ في الآذان فكانت العفوية الطبيعية التي انطلقت دون أي تصنع لكي نقرظ مرحلة من المراحل في الملحمة البطولية العظيمة الّتي خاضها جيشنا الباسل والذي ندعو له ولقائده الحكيم  مع جميع الاخوة كهنة هذه الأبرشية المحروسة بالله، أن يعطيهم النصر الدائم ولبلدنا السلام الحقيقي الّذي من عنده.

سيادة راعي الاحتفال

أيها الاحباء،

إذ نحتفل بالإنتصار وندعو لدوامه هل يمكن أن ننسى الشهداء الأبطال الّذي رووا بدمائهم الذكية أرض البلد الحبيب،

هل يمكننا أن ننسى البطولات العظيمة الّتي قدمها ضباطنا و جنودنا البواسل. هل يمكننا أن ننسى الجراح الثخينة الّتي تحملها ولا يزال عدد كبير منهم، وبنوع أخص هل يمكننا أن نُغفِل عن أولئك الّذين وصلت بهم التضحية إلى ذروتها عنيت بهم شهداءنا الأبرار الّذين وصل بهم الحب إلى مستوى تقديم حياتهم فداءً لنا على مذبح الوطن وقد إنضم إليهم شهيدان من صليب الأحمر اللبناني العامل في خدمة الإنسان أولئك الشهداء الّذين اجتمعنا حول أهلهم الكرام فنقول لهم:
ان ابناءكم قدموا لنا حياتهم، وصل بهم الحب إلى ذروته إذ لنا هذه الآية المقدسة أنه ليس حب أعظم من أن يعطي الانسان نفسه فداءً عن أحبائه. قدموا حياتهم عن غيرهم، قدموها بكل شجاعة، قدموها باقدام الابطال، لم يجبرهم أحد على ذلك ولكنهم بمرؤة عظيمة قدموا أنفسهم بفرح -سمعنا الكثير عن مآثرهم- روي لنا عن ضابط حبيب طلب إلى جندي كان بقربه الا يرفع رأسه لكي لا يتعرض للقنص كونه ربّ عائلة فعرّض نفسه عنه وقتل هذا بكل بساطة وروي لنا عن ضابط آخر طلب من جنوده كانوا ملتفين حول عبوة معدةٍ للانفجار أن يبتعدوا وعلى أساس أنهم متاهلون وتقدم هو عنهم كونه عازباً وانفجرت العبوة واستشهد، وذكر لنا كيف أن جنوداً قطعوا اجازتهم لكي يعودوا إلى ساحة الشرف لكي لا يتركوا رفقاءهم لوحدهم، فعادوا واستشهدوا هناك…

يا آل الشهداء الكرام هؤلاء أولادكم الذين ربيتموهم بدموع أعينكم وأنضموا إلى جيشنا الباسل، وإلى الصليب الاحمر الكريم هؤلاء هم المدرسة العظيمة في التضحية من أجل الوطن وقد تلمسناها في موقف آباء وأمهات وزوجات وأبناء وبنات هؤلاء الشهداء، عبر الدموع الحقة الّتي يذرفونها على الابطال الاحباء، تلمسنا القوة الذتي يعطيها الله للذين سلموا له فلذات أكبادهم وشركاء حياتهم وأملهم في الدنيا مؤمنين أن الدم الذكي الذي سفك جعل الشهداء منتصبين أحياءً أمام عرش الجلال الالهي يتضرعون من أجل ذويهم ومن أجل أن يحيا البلد الحبيب.

الشهداء لم يموتوا لان الحب أقوى من الموت وهم احبوا حتى الموت لذلك نرفع أعيننا إلى فوق لننظر مواكبهم حول الاله القدوس الرحوم المتحنن على البشر.

صاحب الرعاية،

أيها الأحباء، في لقائنا هذا نسأل لجيشنا الباسل قائدًا وضباطًا ورتباء وجنود نصرًا مستمرًا في دفاعه عن الوطن الحبيب وندعو أن يشفي الرب الجرحى ويرحم نفوس الشهداء ويسكنهم فسيح جنانه الخالدة، ويعزي ويبلسم جراح آلمهم، إنه العلي القدوس السميع المجيب منه نطلب أن يحفظ بلدنا الحبيب ويهبه السلام الحقيقي ويحمي جيشه ويجعل رحمته عليكم جميعاً آمين.

نشرة البشارة

الأحد 23أيلول 2007
العدد 38

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share