دِراسة كِتاب “تبشير الأعماق” في فرع الميناء
بِدعوةٍ من أسرة العاملين والعائلات في فرع الميناء، وبعد دِراسة كِتاب “تبشير الأعماق” ضِمن الفِرق، عُقِدَ لِقاءٌ عَرضت خلاله كل فرقة قسم من أقسام الكتاب، وذلك مساء السبت الواقع في 2017/11/25 في قاعة الأخ كوستي بندلي -بيت الحركة بِحضور رئيسة الفرع الأخت ندى حدّاد وجمع مِّن الأخوة.
بعد افتتاح اللِّقاء بِالصلاة، كانت كلمة ترحيبية من مسؤول الأسرة الأخ فؤاد الصوريّ مع إعطاء لمحة عامة عن الكِتاب الصادر عن تعاونيّة النور لِلنشر والتوزيع الذي يُظهر العلاقة بين علم النفس والإيمان ومؤلفته سيمون باكو التي توضح كيف يفتح لنا الإنجيل طُرقاً مُضيئة في حياتِنا.
ثُمَّ عرض خمسة أُخوة الأقسام الخاصة بِالفِرق التي ينتمون إليها وفق التالي:
1- الأخت كارول بيطار الحايك عن فِرقة القديسين كاترينا ويوحنّا الرحوم:
الفصل الأول: النداء
ماذا علينا أن نفتح؟
جبروت الله أو المحبّة الجبّارة؟
الفصل الثاني: العقبات
الخوف من الله.
الخوف من نفسِنا.
2- الأخ ربيع باشا عن فِرقة الملاك ميخائيل:
الفصل الثالِث: كيف نفتح الباب؟
نسمع ثُمَّ نفتح.
بعض الإشارات على الطريق.
الفصل الرَّابِع: ماذا فعلنا بِجراحنا؟
الجِراح الدفينة.
3- الأخ كارلوس تليجة عن فِرقة القدّيسة كريستينا:
الفصل التَّاسِع: الطمع
النتائج المؤسِفة.
طريق الإهتِداء.
لِنتجرّأ على عيش الإختِلاف.
4- الأخ حميد الدّبس عن فرقة بهاء الربّ:
الفصل العاشر: مشيئة الله.
كيف نفهمُها؟
كيف نُتمّم مشيئته؟
الأفخاخ.
تكريس القلب.
5- الأخت هلا بنضو تليجة عن فِرقة كوكب الصبح:
الفصل الثالِث عشر : تلقّي المغفرة.
جرح، مُخالفة، خطيئة.
وقت المغفرة.
التشوّش.
وقد تخلل العرض العديد مِن المُداخلات وطرح التساؤلات التي أعطت جواً تفاعلياً مُميزاً بين مُختلف الفِرق المُشاركة، فضلاً عن توزيع ورقة تحتوي على مُقتطفات مِن كافة أقسام الكِتاب.
مقتطفات من كتاب تبشير الاعماق
“تبشير الاعماق”، كتاب قيم جداً صادر عن تعاونية النور السنة الماضية حيث تأخذنا سيمون باكو في رحلة نحو الشفاء الداخلي في تقاطع الصعيدين الروحي والنفسي وتبين لنا كيف يخاطب الانجيل تاريخنا الشخصي ويفتح له طرقا” مضيئة لا تخطر على بال.
سنترافق يوميا” من خلال بعض المقاطع المختارة.
——————————————————————————————–
1 * لم يتواطأ يسوع أبدًا مع العذاب إذ لم نر قطّ خلال حياته على الأرض أنّه أرسل عذابًا لأحد. فالعذاب ليس حليفًا له بل خصمًا. لم يعط تفسيرًا للشرّ ولم يجب حقًّا عن “لماذا” الذي نتساءل عنه كلّنا. أرانا كيفيّة العيش مع العذاب إذا كان حتميًّا. وكيف حين نتقبّله بنعمة الله وحضوره، يصبح مرحلة نضج تقودنا إلى الحياة، إلى الفصح.
من كتاب: ” تبشير الاعماق ” ص44
——————————————————————————————–
2 * صلاة الاستبدال
يستعين الكثير من المؤمنين بهذا الشكل من الصلاة. يصلّون من أجل شفاء أحدهم وتحريره، باقتراح أن يأخذوا على عاتقهم ألم الآخر أو آلامًا أخرى.
تصلّي أنييس قائلة: “يا ربّ، إذا شفيت ولدي، أريد أن آخذ على عاتقي مرضه”.. . لم يرد قطّ في الإنجيل أنّ يسوع طلب من أحدهم أن يمرض ليخلّص الآخر. فهذا لا وجود له… على أنييس أن تتوب لاعتقادها أنّ الألم أقوى من الله. وكأنّ الله لا يستطيع شفاءً وتحريرًا من دون نقل الألم إلى شخص آخر.
لنكن متيقّظين للغاية كيلا نتبنّى هذا النوع من الصلاة. هذه إهانة لإله الأحياء وتحالف مع الموت والمرض.
من كتاب: “تبشير الاعماق” ص 104
——————————————————————————————–
3 *الوعود في غير محلها
يعبّر فيليب عن تعاسته في إحدى المقابلات عندما يقول: “لا أشعر أنّني أعيش في الواقع. لا أهتمّ لأيّ شيء ولا أرغب في أيّ شيء ولا حتّى في الحياة “. يقول إنّه حاول مرّات عدّة الخروج من هذه الحالة، من دون جدوى. في إعادة قراءة سيرته، قال إنّ والديه تطلّقا وهو في الرابعة من عمره. وتذكّر حادثة محدّدة فقال:”كنت نائمًا في سريري عندما سمعت أمّي تقول لي: “عدني بألاّ تشبه أباك” ووعدتها بذلك”. سألناه كيف هو والده، فأجاب قائلاً:”إنّه فرح، مفعم بالحياة، كثير المبادرة. هو مكافح”. ومن دون أن يعي فيليب ذلك بالفعل، كبر وهو مرتبط بهذا الوعد إذ قام بكلّ ما بوسعه كيلا يشبه والده، وتبنّى طريقة حياة مغايرة تمامًا لحياة والده. كان طريق شفائه سريعًا جدًّا، فمنذ اللحظة التي أدرك فيها أنّه انقاد وراء رغبة في غير مكانها لإنسان وليس للروح القدس، وأنّه ارتبط بوعد لا يناسب مخطّط الله، واستطاع بسهولة كبيرة التخلّي عنه وإيجاد طريقه الخاصّ، تمكّن من أن يكون هو نفسه.
من كتاب: “تبشير الاعماق” ص 108
——————————————————————————————–
4 * يعتبر البعض كلام إنسان آخر منزلاً، حتميًّا وتحديدًا لهم. يرونه، من دون تمييز، حقيقةً رغم أنّه كاذب ومعاكس لكلام الله. وتاليًا، تزرع بذرة سامّة فينتشر هذا السمّ. ليس من النادر أن تصبح سببًا لتخفيض قيمة صورتنا أمام نفسنا: “أنت شرّير”، “يا ابنتي المسكينة، أنت لست جميلة. لن تتزوّجي أبدًا”، “لن تستطيعي إنجاب الأولاد فأنت ضعيفة جدًّا”، “أنت لا تصلح لشيء”، “على المرأة أن تكون مستقلّة وفريدة، فالزواج سيسحقها”، “إذا كان والدانا مطلّقين، هناك خطورة أن نطلّق”، “أنت لا تطاق، ستقتل أمّك”، “هذا الولد هو الشيطان، لو لم يكن هنا لعاشت العائلة بسلام”، “أنت جيّد كوالدتك أو والدك”. وبالعكس، يمكن للأهل أن يرفعوا من شأن الولد وإغراقه بكلّ الصفات الحسنة. سيعيش هذا الولد في الوهم والكذب وعلى الأرجح سيواجه صعوبات في طرح التساؤلات حول نفسه وقبول حدوده وسقوطه.
من كتاب: ” تبشير الاعماق” ص 116
——————————————————————————————–
5 * كيف نملأ النقص؟
هناك العديد من الطرائق لملء النقص، مثلاً بالأكل حتّى التخمة، فإحساس الشبع يسدّ النقص وهذا إلى حدّ كبير ما يدعى الشراهة، أو بالهوس في البحث عمّا فقد من محبّة الأب والأمّ، أو بتكديس الثياب، والأغراض، والمال… الكثير منها يفوق الحاجة إلى حدّ الاكتظاظ والاختناق بهذه الأشياء فنصبح عبيدًا لها. أو بالمراهنة على الذكاء والشهادات والدراسات إذ لا يتوقّف الفكر أبدًا، كلّ شيء يتمحور حول تكديس المعرفة والعلم. فلا نترك أيّ شغور أو فسحة حرّة. أو بنشاط أو بكرم مفرطين، أي لا وقت للصمت والعودة إلى الذات وإقامة علاقة مجّانيّة حرّة، أو بعمل يقضي على الحياة بكاملها فنترقّب بقلق التقاعد أو إيقاف العمل، أو بالفنّ والثقافة والموسيقى والتحليل…كلّ واحد من هذه الأمور بحدّ ذاته عظيم، شرط ألاّ يسيطر على حياتنا فيصبح الهدف الوحيد ويجتاح كياننا.
من كتاب: “تبشير الاعماق” ص 122
——————————————————————————————–
6 * تقول سوزان: “أنا الرابعة في عائلة فيها سبعة أولاد. كانت أمّي دائمًا مرهقة بالعمل. كنّا نملك كلّ ما هو ضروريّ مادّيًّا ولكنّني لم أختبر أيّ علاقة حنان. كنت كرقم بين الآخرين. الأخت التي أتت من بعدي مرضت كثيرًا ولمدّة شهرين تقريبًا، كانت العائلة كلّها تجتمع للصلاة من أجلها. أدرك اليوم أنّه حتّى الآن، الطريقة الوحيدة للفت انتباه الآخرين وعاطفتهم، هي الإصابة بالمرض. عمري أربعون عامًا ويتهيّأ لي أنّني دومًا في حالة إرهاق، بدون أيّ نشاط”. يجب على سوزان أن تعود بالذاكرة إلى اللحظة التي اختارت فيها أن تكون مريضة. يجب أن تواجه عذابًا لأنّها لم تكن بالفعل مركز عاطفة العائلة، وإحساسها بأنّها بقيت عددًا. يمكن اليوم أن تدع المسيح يعيدها إلى مكانها الصحيح، في هذه العلاقة حيث تعرف باسمها، وحيث يمكنها الالتقاء بالله بطريقة خاصّة جدًّا. فتصبح قادرة على التخلّي عن اعتقادها أنّه بالمرض والضعف يمكن أن نحبّ ونعرف. وتختار أن تعيش في صحّة جيّدة، حتّى ولو كانت تخاطر في خسارة رأفة الآخرين واهتمامهم بها.
من كتاب: “تبشير الاعماق” ص 137
——————————————————————————————–
7 * يغرق ستيفان في الكآبة فترات منتظمة من دون أن يستطيع تحديد سبب هذه الأزمات المتكرّرة. فيقول: “أشعر كأنّي وقعت فجأة في حفرة، في سقوط حرّ”. نبحث معه عمّا عاشه كانهيار في طفولته. يقول إنّه كانت لديه أخت توأم. ماتت قبل أن تبلغ السنتين، فنقل ستيفان بسرعة إلى منزل الجيران. يتكلّم على هذه الحادثة بدون أيّ عاطفة، فهذا من الماضي، وفي الظاهر عاش هذا الحدث بدون أيّ مشكلة. نأخذ وقتنا في التكلّم على ما عاشه حين عاد إلى بيته، ووجد نفسه وحيدًا أمام فراغ مرعب لأنّه لم يفسّر له: ماذا حصل بالأخت الصغيرة وأين هي؟ لم تتكلّم أمّه أبدًا معه على هذا الحدث. رأى ببساطة بعض الألعاب المخبّأة في الخزانة. لماذا هي الآن مخبّأة؟ يمكنه أن يرتكز على هذا الحدث ويفهم أنّ مصدر انهياره يعود إلى هذا القلق المرعب الذي وقع لحظة موت أخته ولم يستطع التكلّم عليه. رويدًا رويدًا، وضع في محبّة الآب العذاب الكبير الذي عاشه، هذا القلق من الأسئلة التي لا إجابة عنها. أصبحت فترات الكآبة نادرة وتوقّفت نهائيًّا بعد بضعة أشهر.
من كتاب: ” تبشير الاعماق ” ص 132
——————————————————————————————–
8 * يعمل أندريه في محيط مهنيّ مبدع إلى أبعد الحدود، ملتزم كلّيًّا ومتحرّك. زملاؤه في العمل كرماء ولكنّهم يعيشون حياة فوضويّة. هو المسيحيّ الوحيد في المجموعة. يمضي الوقت في إقناع نفسه بأنّ عليه ترك كلّ شيء والنزول إلى الطرقات للتبشير بالإنجيل فيقول: “هناك على الأقلّ ستكون لي مهمّة أساسيّة”. يعتقد أنّه لو كان في محيط مهنيّ آخر، يشغله أقلّ، سيكون لديه وقت حرّ أكثر لخدمة الله. يعيش بين خيارين، أن يبقى أو يرحل، ولكن يرحل إلى أين؟ لا يتوصّل إلى قرار، وفجأة يفهم أنّ عليه إعطاء نفسه كلّيًّا هنا، حيث هو، من دون انتظار. هو أيضًا مستعدّ للرحيل أو البقاء. لكن لكونه في الوقت الحاضر في هذه المجموعة، يقرّر أن يكون جاهزًا داخليًّا وحاضرًا كلّيًّا. تغيّرت نظرته نهائيًّا وأصبح الآخرون جزءًا منه. فيمسي متنبّهًا إلى كلّ منهم بدلاً من أن يقلق ليعرف كيف يبشّر بالمسيح. يطلب إلى الروح القدس أن يعلّمه ذلك في محيط لا يتكلّمون تقريبًا أبدًا على الله. أعطيت له كلمة جديدة وفتح له حقل اختبار جديد. يفهم شيئًا فشيئًا كيف يمكنه فتح أبواب جديدة وكيف يقود إلى تساؤلات أساسيّة وإلى الإصغاء. لا يفكّر في الرحيل، فهنا مهمّته وسيكرّس نفسه كلّيًّا لها.
من كتاب: “تبشير الاعماق” ص 163
——————————————————————————————–
9 * عاشت بنيدكت طفولتها في حطّ كامل من شأن نفسها. تركت أمّها البيت في فوضى عاطفيّة كبيرة عندما كانت في الثالثة من عمرها. اهتمّت بتربيتها جدّتها لأبيها. ولأنّها كانت تشبه أمّها كثيرًا، نسبت أخلاقيًّا إلى أمّها، وكبرت في جوّ من الاحتقار والمحاكمة وتأصّل فيها هذا الاعتقاد، فتقول:” أنا إنسانة حقيرة، لا أستحقّ أن أحبّ”. في خلال اهتدائها، عاشت لقاءً حقيقيًّا مع محبّة الآب وتلقّت هذه الكلمة: ” أنت لا تدعين […] المدينة المهجورة بعد اليوم، بل المدينة المطلوبة من الجميع (أشعياء ٦٢ :١٢). ومع ذلك، لديها الشعور بعيش حالتين مختلفتين تمامًا. فمن جهة، تعرف بعقلانيّة أنّ الله يحبّها حقًّا، ومن جهة ثانية، لا تستطيع استيعاب هذه الحقيقة. تشعر بوجود حاجز في داخلها. ولكن في الحقيقة، لم تستطع التحرّر من نظرة جدّتها، فهذه النظرة تعيش دائمًا في داخلها وهي لا تزال تحت سيطرتها. فهي أقوى من كلمة الله بالنسبة إليها ومن دون إدراك ذلك، أصبحت بنيدكت وثنيّة. حين أدركت هذا الأمر، بات باستطاعتها التخلّي عن سطوة نظرة جدّتها. عندما يتمّ هذا الأمر، تستطيع أن تستقبل حقًّا كلمة إعادة البناء التي تعطيها اسمًا جديدًا، وتؤكّد لها وجود نظرة أخرى عليها، وتشجّعها على تقديم الشكر للكائن الرائع الذي هي عليه.
من كتاب: “تبشير الاعماق” ص 185
——————————————————————————————–
10 * يعتقد الكثيرون أنّ ذكرى الإهانة الموجّهة إليهم والتي تعود إلى الذاكرة، إشارة إلى أنّهم لم يغفروا. ولكن، من غير الممكن نسيان حدث سبّب لنا الألم. تعود الذكرى إلى الذاكرة، والمغفرة إلى الإرادة العميقة. هذا ليس الشيء ذاته. القيامة ليست نسيان الآلام. قام المسيح مع ندوبه، وسنحتفظ في داخلنا بندوب سيرتنا، ولكنّها لن تكون “علامة كآبة وإدانة” بل “علامات شفاء وخلاص”.
من كتاب: “تبشير الاعماق” ص 222
——————————————————————————————–
11 * أن نحبّ العدوّ لا يعني تبادلاً عميقًا جدًّا معه، والوثوق به، والارتباط به تحت عنوان الصداقة. أن نحبّ العدوّ يعني احترام الشخص الذي أذانا، والاعتراف به كابن لله، في اختلافه.
من كتاب: “تبشير الاعماق” ص 236