احتفال فرع دده بالذكرى ال 77 لتأسيس الحركة

mjoa Friday June 7, 2019 708

جَوّ”عائليّ” فصحيّ مميّز ومُبارك مليء بالحبّ والفرح والبهجة!  هذا ما وصفَ به أحد الإخوة اللّقاء الذي أُقيم مساءَ يوم الخميس 30 أيّار 2019 في بيت الحركة في ددّه لمناسبة الذكرى ال 77 لتأسيس حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة وشارك فيه أكثر من خمسين أختاً وأخاً من أُسَر الثانويين، الجامعيين، العاملين والعائلات في فرع دده. 

وما ميّز اللقاء أيضاً، كان تعبير الجماعة الحركيّة عن فرحها الكبير بالعروسَين آدي الزاخم (رئيس الفرع السابق ومسؤول أسرة الجامعيين) وألين غانم، وهما العضوان الملتزمان في فرقة إيليا النبي – أسرة العاملين، واللّذان سُيقدِمان، خلال أيّام، بنعمة الربّ، إلى سرّ الزواج المقدّس. وقد تمنّى الجميع للعروسَين حياةً زوجيّةً مباركةً يكونان فيها عائلة مميّزة – “كنيسة صغيرة”. وقد شارك أيضاً، بمفاجأة أخويّة محببّة، أصدقاء حركيّون لآدي وألين من فروع عدّة في مركز طرابلس، في العشاء و”سهرة العود” اللّذين اختُتِم بهما لقاء العائلة الحركيّة المميّز، الذي جمعَ مناسبتين عزيزتَين على قلوب الجميع: “77 عاماً ثابتون في المحبة الأولى”، وارتباط آدي وألين ببركة الربّ ونعمته.

خير بداية للّقاء كانت صلاة الغروب في كنيسة مار الياس التي ترأّسها خادم رعيّة دده الأب عبدلله متّى بمشاركة خادم رعيّة قلحات الأب جبران اللاطي، وانتقل الجميع بعدها الى بيت الحركة.

“الله يبارك عمل الحركييّن ويعطيُن القوة والثبات وانشالله بيستمرّوا في الخدمة والعطاء…” بهذه الكلمات عايد الأب عبدلله الحضور واستهلّ كلمته، انطلاقاً من إنجيل أحد الأعمى، بشرح الفرق بين الذي يرى ولكن ليس لديه بصيرة، وبين من لديه البصيرة حتّى ولو كان أعمى لا يبصر؛ والبصيرة الحقيقية هي أن نعي أنّ الله تجسّد ليخلّصنا وهو دائماً إلى جانبنا. وأكّد الأب عبدلله أنّ من أسّسوا الحركة كانوا مُبصرين وأدركوا بالبصيرة ما هي حاجة الكنيسة وأولويّاتها وعمِلوا على هذا الأساس، وتمنّى أن يبقى هذا ثابتاً في عملِ الحركييّن في الكرسيّ الأنطاكيّ وأن تبقى ميزة الحركيّ أنّه عاشقٌ للصلاة ويتمتّع بروح خدمةٍ عاليةٍ، ومستعدٌّ لخدمةِ الكنيسةِ والمجتمع في أيّ وقت.

وتمنّى الأب عبدلله في ختام كلمته أن يشاركَ الحركيّون في فرع دده، وهم الناشطون في التعليم والخدمة في الرعيّة، بشكلٍ فاعلٍ مع أعضاء مجلس الرعيّة في الإعداد لعشاء الرعيّة في 12 تموز المقبل والذي سيعود ريعُه للمساهمة في استكمال بناء كنيسة القيامة.

الأخت باتي حداد، رئيسة مركز طرابلس، شكَرت فرع دده على دعوَتها إلى هذا اللّقاء المبارك وأجابت، في مُستهلّ كلمتها، على تساؤل طرحته حول الإحتفال بذكرى تأسيس الحركة: “لماذا نحتفل، سنويّاً، بهذه الذكرى وبمن نحتفل؟”

“عيدُنا هو إقرارٌ منّا ومن كلّ من عَرِفَ حركتنا أنّها حركة من عَمَلِ الروح القدس في من سمعوا صوتَه منذ 77 عاماً وفي من يسمعونه اليوم. هذا العيد، إذاً، هو احتفال بعملِ الربّ في كنيسةِ أنطاكية.”

ثم دَعَتْ إلى النّظرِ إلى الحركةِ في مشهدِها العام، وأكّدت أنّنا لا نعرف انتماء الى حركة الشبيبة الأرثوذكسية في مركز أو فرع ما، نحن ننتمي إلى الحركة بِمَداها الأنطاكي الواسع… ميزة الحركة أنّها مشهدٌ حقيقيٌّ ونموذجيّ للوحدةِ الأنطاكيةِ التي نرجوها ثابتةً وراسخةً أكثر.

وفي ختام كَلِمَتِها طَرحَت رئيسة المركز عدداً من الأسئلة التي لا بدّ أن يطرحها كلّ حركيّ على نفسِه ويُسائل الحركيّون بعضهم بعضاً حولها بمحبةٍ ودون دينونة:

1-  أَيُحرِّكُنا هَدَفُنا بِمَا يِتَخطّى حدود رعيَّتنا لِيَطال أقلَّه حدُود أبرشيَّتنا؟ أم أنَّنا نَنشغلُ بحياتنا الدَّاخليَّة في الفروع، على أهمّيَتها، عن همَّنا الكنسيّ الأشمل؟

2- هل نَحنُ في فروعنا على إطّلاعٍ بتوجُّهات المركز والأمانة العامَّة؟

3-  هل نحنُ، على الصَّعيد الشَّخصيّ، أفراداً وجماعةً، نلتَزِمُ حَياةَ كنيستنا، صلاةً، صوماً، توبَةً، خِدمَةً…. حتَّى يَبقَى لِبشَارتَنا وقعُها في قلوبِ الجَميع؟

4- هل نحن، أفراداً وجمَاعةً، نَعي، بكلّ كياننا، أهميَّة أنْ نُوحِّد قولَنا بِأفعالِنا؟

أمّا الأخت رين سعد، رئيسة فرع دده، فقد تحدّثت عن “حكاية” الحركة والحركييّن مؤكّدة أنّها حكاية عشق للربّ يسوع… حكاية ابتدأت يوم ولدنا في بيتٍ مسيحيّ أرثوذكسيّ وثَبُتَتْ يومَ معموديّتنا في كنيستِنا المقدّسة، وتخمّرت يوم تتَلمَذنا على يد رسلِ حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة.

وأضافت: “كيف لا أسمّيها حكاية عشق وليس في الجواب أيّ جدال… فحكاية السبع والسبعين سنةً بدأت يوم استلْهَمَ كبارُنا من نبعِ الكتاب المقدّس سيرة حياة مع الربّ لا تفنى، أسموها حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة”.

وتحدّثت عن الخصائص التي يمكن أن يكتسبها الحركيّون في الفرق الحركيّة من المستنيرين إلى العاملين والعائلات، بعدها عرّجت على تنوّع شهادة الحركييّن في التزامِهم العمل الكنسيّ والخدمة، معدّدة أبوابه من الإرشاد إلى الخدمة الرعائيّة والاجتماعيّة، الإعلام، البيت، المنشورات …. الخ

وتابعت رئيسة الفرع كلامها مؤكّدةً أنّ حكاية العشق تحفّزنا أن نُصلَب في هذه الحياة الدنيويّة ونحن على يقين أنّنا قائمون مع الربّ يسوع. ولاحتمال الصعوبات والمرارات التي ترافق مسار القيامة لا بدّ من البحث عميقاً في مكنونات الكتاب العزيز الذي فيه إجابة لا ثانية لها: المحبّة، التي تتكفّل بأن تجعلنا ودعاء، حكماء، رُسلاً وحتى قدّيسين.

وختمتْ قائلة: ها هي حركة الشبيبة الأرثوذكسية مفتاح آخر نسقي من خلالها ظمأ مواهبنا العطشى الى الرب يسوع.

واختتمت فقرة الكلمات بتلاوة هذا المقطع من “صلاة من أجل الحركة” كَتَبها المطران جورج خضر عام 1952:

“في البدء شاهدنا بعيوننا وسمعنا بآذاننا وخطرَتْ على قلوبِنا خواطر منك فكنّا تائبين. نحن اليوم في الطريق نتعثّر ولكن ليس لنا من غاية سواك فلا تشغلنا عن نفسك بسواك. جدّدنا بنعمة روحك القدّوس حتّى ندع ما للخارج ونكون في ما هو لك. لا تسمح بأن نلهو، عن التماسِ وجهِكَ، بالقشور.

نحن المشتّتين شئنا أن نجتمع. أعطِنا أن نلتفّ حول الإعتراف بخطايانا أمام كلّ إنسان وأن نكتسب التواضع الذي يمهّد لمسيحك طريقاً الى القلوب. نستغفركَ اللَّهمّ عن خطيئات كلّ واحدٍ منّا وعن سيّئات الجماعة الحركيّة كافّة. نستغفركَ عن كلّ إساءة أثمنا بها.

اغفر لنا نحن غير الواعين كلّ خطيئة إقترفناها، الى الضعفاء في الحركة الذين شكّكناهم بمخالفتنا لناموسك. اغفر لنا لأنّنا لم نلبِّ انتظار الكثيرين فخابوا وقطعوا الرجاء بإمكان الكنيسة على النهوض. لمّا كنّا دون المثال الذي كنا ندعو إليه سقط الكثيرون. إن عشرات من الناس اتّصلنا بهم ولم نسعَ حقاً أن نزرعَ فيهم حقّ الله وخيره الخالص. كانت نفوس كثيرة منفتحة لتتقبّل نورَك فلم نمدَّها بالنور وربّما كنّا لها ظلمات. لا ترذلنا يا الله لولوجنا حرباً لم نعدَّ لها العدّة الكافية. عن هذا كلّه نتوب وبهذا نعترف فلا تحسب يا الله لنا هذه الخطيئة.”

وقبل الإنتقال إلى العشاء وسهرة العود على “تِرّاس” القاعة الكبرى، تعلّم المشاركون نشيد “يا سيّدي وحبيبي” وأنشدوه معاً، وبعدها انقسموا إلى 3 مجموعات خلال فقرة ألعاب تحدّي قاداها الأخت نورلانا قبرصي والأخ جاك الزاخم، ساهمت في التعارف والتقارب أكثر بين الأجيال الحركيّة في الفرع.

578 Shares
578 Shares
Tweet
Share578