الأرشمندريت إلياس مرقص
* إنّنا نبدأ يومنا الرهبانيّ بالمزمور ١١٨ (١٧٦ آية) الذي نستهلّ به صلاة نصف الليل.
* إنّه ليل: ليل الغربة والخذلان واليأس:
«أنا في الأرض غريب» (مزمور ١١٨: ١٩)
«لا تخذلني إلى الغاية» (مزمور ١١٨: ٨)
« اليأس ملكني» (مزمور ١١٨: ٥٣)
«تذلّلت يا ربّ إلى الغاية» (مزمور ١١٨: ١٠٧)
«أزل عنّي العار الذي خشيته» (مزمور ١١٨: ٣٩)
«أنا صغير وحقير» (مزمور ١١٨: ١٤١)
«أنا لك فخلّصني» (مزمور ١١٨: ٩٤)
* وفي هذا الليل مفتاح الخلاص والفرج هو حفظ الوصايا:
«فيا ليت طرقي تسدّد إلى حفظ وصاياك» (مزمور ١١٨: ٥)
«بماذا يُسدّد الشابّ طريقه بحفظه لكلامك» (مزمور ١١٨: ١٦)
«فقد كنت حينئذٍ لا أخزى إذا رعيت جميع وصاياك» (مزمور ١١٨: ٦)
«لن أنسى وصاياك أبدًا لأنّك بها أحييتني» (مزمور ١١٨: ٩٣)
«تنسّمت روحك لأنّي تشوّقت إلى وصاياك» (مزمور ١١٨: ١٣١)
«أحببت وصاياك أكثر من الذهب ومن الياقوت الأصفر» (مزمور ١١٨: ١٢٧)
* وهذان الوجهان (الليل والخلاص بحفظ الوصايا) يستمرّان على مدى المزمور ١١٨ كلّه.
لقد أوصانا مرشدنا يومًا بأن نتلو هذا المزمور من وقت إلى آخر في قلالينا… ويجدر بنا أن نتلوه بروح التوبة العميقة، انطلاقًا من واقعنا وبإحساس كيانيّ بضعفنا.
وفي الوقت ذاته بيقين الإيمان الكلّيّ برحمة الله.
* هذا ونلاحظ أحيانًا أنّ في هذا المزمور، إذا جاز القول، مثل صراع لأجل الوصول إلى الرحمة… مثل اللحاق بالرحمة بإلحاح من دون الوصول إليها… وفي آخر المطاف يفضي بنا الأمر إلى الإقرار بواقعنا الراهن والتسليم الكامل والمجّانيّ لرحمة الله: «مثل الخروف الشارد أنا شردت فتفقّد أنت عبدك لأنّي لم أنس وصاياك» (مزمور ١١٨: ١٧٦).
* فما أعجب رحمة الله وما أحلى ارتياحنا إليها، فهي الغالبة بالنتيجة…
المرجع : مجلّة النور، العدد الرابع، ٢٠٠٤.