لا شكّ في أنّنا جميعًا بحاجة إلى تجديد استقامة روحِنا…
«لأنّ كلّ إنسان كاذب» (مزمور ١١٥: ١١).
ولأنّه لا بدّ لنا من الاستقامة في علاقتنا باللَّه.
«فالمستقيمون يحبّونك» (إشعيا ٢٦: ٧)، و«الفرح لمستقيمي القلوب» (مزمور ٩٩: ١١).
لأنّ اللَّه مستقيم: «أنت، يا مستقيم، تُمهّد الصدّيق وإنّ سبيل الصدّيق استقامة» (إشعيا ٢٦: ٧).
هذا، وإذا عرفنا أنفسنا جدًّا حقًّا، ندرك عدم استقامتنا بالعمق.
وعندئذ نكتشف انطباق بعض الآيات الكتابيّة علينا: «لم يجعل قلبه مستقيمًا، ولا كانت روحه أمينة للَّه» (مزمور ٧٧: ٨) و«لأنّ قلبهم لم يكن مستقيمًا للَّه» (مزمور ٧٧: ٣٧) وعدم انطباق غيرها علينا: «ليس في روحه غشّ» (مزمور ٣١: ٢)، و«يا ابني، أعطني قلبك» (أمثال ٢٣: ٢٦).
بل قد نكتشف أيضًا أنّ لنا قلبًا رديئًا(١) تسود فيه دائمًا الإدانة والغيظ وعدم الرضى وما إلى ذلك رغم المحاولات الجهاديّة، وكأنّنا نـطبّق الآيـة «تخـلقون الإثـم خلـقًا في قلوبـكـم» (مزمور ٥٧: ٢)، وأيـضًا: «راعـيتُ إثمًا في قلـبي» (مزمور ٦٥: ١٨).
وقد يكون السبب العميق لكلّ ذلك التكبّر المتأصّل والكيانيّ فينا وفق قول العذارء «المتكبّرون في ذهن قلوبهم» (لوقا ١: ٥) أي في قلب قلوبهم… في أعماقهم…
فعلينا، تاليًا، على ضوء كلّ ذلك، أن نصلّي كثيرًا وبإلحاح «هبْ لي أن أعرف عيوبي»، و«قلبًا نقيًّا أخلق فيَّ يا اللَّه».
علمًا بأنّ اللَّه «يعرف المتعجرفين من بعيد» (مزمور ١٣٧: ٦). فلعلّه «ينصب ذنوبنا أمامنا» (مزمور ٤٩: ٢١) فنبات نبكي، ونقول «أنظر إلى مذلّتي وأنقذني» (مزمور ١١٨: ١٥٣).
وعلى كلّ حال تبقى رحمته التي لا حدَّ لها… له المجد والحمد، آمين.