«من لا يحبّ أخاه يبقَ في الموت» (١يوحنّا ٣: ١٤)

mjoa Saturday July 25, 2020 124

فالمحبّة سرّ الحياة.
إنّ اللَّه خلق الناس والعالم لكي يتحابّوا…
ولأنّهم لا يتحابّون هم في جحيم… لهذا فإنّ إبليس رئيس هذا العالم…
وإلهنا «المحبّة» هو ثالوث… أي إنّه محبّة متبادلة كلّيًّا. كلّ من الأقانيم الثلاثة موجود كلّيًّا في الآخر، محبّة كيانيّة، ولذا اللَّه الثالوث هو إله واحد…
نقول في القدّاس الإلهيّ: «لنحبّ بعضنا بعضًا لكي بعزم واحد نعترف مقرّين: بآب وابنٍ ورورح قدس، ثالوث متساوٍ في الجوهر وغير منقسم…» أي إنّ السبيل الوحيد (ربّما) للاعتراف باللَّه الثالوث والواحد هو أن نحبّ بعضنا بعضًا.
نحن نعترف به لكيما ننسجم وإيّاه فنتحابّ ونكون على صورته التي خلقنا عليها.
فعندما نحبّ من كلّ كياننا حقًّا نختبر حياة الثالوث القدّوس، إذا جاز القول.
حين يحبّ شابّ فتاة من كلّ كيانه يحبّ اللَّه والبشريّة جمعاء والكون كلّه…
ليس عبثًا قال يسوع: «أحبّ الربّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قدرتك ومن كلّ ذهنك (كيانيًّا) (وقريبك كنفسك)».
هذا، وإنّ الوصايا كلّها تصبّ، في النتيجة، في قناة المحبّة…
مثلاً، وصيّة «لا تدينوا» غايتها ألاّ تكونوا سلبيّين ولا تتباعدوا فتبعدوا المحبّة. وكذلك «لا تسرق» و«لا تكذب» و«لا تزنِ»…
فالخطايا خطايا والأهواء أهواء لأنّها تبيد المحبّة، فتبعدنا عن اللَّه…
وحفظ الوصايا بدون المحبّة يكون باهتًا بلا طعم ولا معنى، يكون عبئًا.
ثمّ إنّ المحبّة الكيانيّة تقترن بالنقاوة والصفاء: «من يحبّ أخاه يثبت في النور» (١يوحنّا ٢: ١٠). المحبّة العكرة ليست محبّة حقيقيّة.
لذلك استطاعت العذراء مريم بنقاوتها أن تحوي اللَّه.
فمن يثبت في المحبّة «يثبت في اللَّه واللَّه فيه» (١يوحنّا ٤: ١٦).
ومن لا يحبّ «يبقَ في الموت».

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share