رسالة إلى ساكن السماء

الأب باسيل محفوض Sunday February 21, 2021 293

أبت المغبوط إلياس »الحرفيّ (مرقص

الأب باسيل محفوض

ملأت روحي بكثير من الفرح

وصار قلبي

قيثارة إلهيّة ترنّم للناس كيف تكون المحبّة

كيف يكون السلام

زرعت بسمتك في قلبي روحًا جديدًا

بسمتك بركتك لمستك صلاتك تواضعك خلاصك

رسمت في قلبي أنشودة تفيض ألحانًا بيزنطيّة

علّمتني أصلّي، فأصلّي لمجد المسيح.

يا من كان شعاع الرجاء منك يغمر ديرك العالي

بالأنغام السماويّة ربّي وإلهي أنت هو يسوع المسيح ابن اللَّه الحيّ

فتنسّكت في صومعتك وجعلت من سكون قلبك محرابًا قدّوسًًا لإله السماء

فامتلأ حواليك القريبون والبعيدون

من حكمتك ومحبّتك وعاشوا سعداء

في إنجيلهم ويسوعهم

بينما كنتَ وحيدًا في مدينة الظلمة قرّرت

أن تبثّ النور في نفوس أهل المدينة

فاندفعت إلى سفر أشعياء النبيّ

وقلت لهم بلسانه بصوتك الرخيم

روح الربّ نازل عليّ لأنّه مسحني لأبشّر الفقراء

وأرسلني لأبلّغ المأسورين تخلية سبيلهم

والعميان عودة البصر إليهم. وأعلن سنة قبول عند الربّ

فتعلّمتَ وعلّمتَ كيف يكون المسيح حجر الزواية

علّمت كيف يصير الحبّ بالمسيح عنوانًا للوجود

علّمت كيف يكون العطاء بالمسيح عطاء القلب والروح سرّ الحياة

منذ حداثتك، كان حبّك ليسوع قرارك الأوّل والأخير

قرار حياتك الجديدة

اخترت أن تكون حياتك حياة بالمسيح، لهذا، فالحياة دائمًا هي قرارات يسوع

آه يا أبتي

دعني أغتبط وأسرّ بضياء وجهك

الذي أصبح غير مرئيّ لعيوننا الترابيّة

لكن أصبحت في كلّ صلاة وأيقونة نراك مصلّيًا كما عرفناك

محبًّا

مسالمًا

متواضعًا

جامعًا

رؤوفًا

شفوقًا

رحيمًا

خاشعًا

مداويًا

مضيفًا

كريمًا

حبيبًا

قريبًا

ساميًا

ساهرًا

ناظرًا

إنسانًا

آدميًّا

صادقًا

عاشقًا

ناسكًا

لاهجًا

تائبًا

مسبّحًا

منشدًا

زارعًا

معلّمًا

غافرًا

كاتبًا

قارئًا

حكيمًا

كبيرًا

عميقًا

رفيقًا

هنيئًا

صابرًا

صامتًا

طاهرًا

دامعًا

ساجدًا

شاهدًا مصلوبًا

إنجيلاً

مسيحيًّا لا غشّ فيه

كلّ هذا عرفناه، ولمسناه منك، يا راهب اللَّه

صلّ لأجلنا، ولا تبخل علينا من عليائك السماويّ. أنظر إلينا، وهبنا من فيض محبّتك، ولا تتركنا يتامى بعد أن كنّا سعداء في محراب ديرك، فكنّا جميعًا وإيّاك متصوّفين للَّه.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share