القدّيس البار إيدان أسقف لينديسفارن الإنكليزي

mjoa Thursday August 31, 2023 214

aidan

لمّا قرّر القدّيس أوزوالد (5 آب)، ملك نورثامبريا، أن يواصل العمل الرّسوليّ الذي انقطع لموت الملك أدوين (+633م)، استجار برهبان دير إيونا الشهير، حوالي العام 635م. لكنّ المرسَل الذي بُعث ليبشّر الساكسونيّين ما لبث أن عاد إلى بلاده. فاجتمع آباء الدّير لينظروا في أسباب فشل الإرساليّة فرأى القدّيس إيدان أنّه لا يوافق أن تفرض دفعة واحدة على هذه الشعوب الوثنيّة، كلّ صرامة شريعة الإنجيل، بل، بالأحرى، كتوصيات رسول الأمم، أن يُصار، أوّلاً، إلى تغذيتهم ڊ “حليب” الإيمان ليؤتى بهم قليلاً قليلاً، إلى حفظ الوصايا الأسمى. وإذ أُعجب الآباء بحُسن تمييزه قرّروا أن يجعلوه أسقفًا ويوفدوه رسولًا إلى نورثامبريا. ما أن وصل هناك حتّى أسّس في جزيرة لينديسفارن، الواقعة بمحاذاة المقرّ الملكيّ في بلمبورغ، ديرًا الذي كان في الوقت عينه مقرّ الأسقفيّة. فشرَعَ القدّيس القيام بزيارات رسوليّة في أسقفيّته المترامية الأطراف وكان يسافر برفقة عدد من الكهنة والرّهبان. كان يعظ ليس فقط في الأماكن العامّة بل كان يتنقّل من بيت إلى بيت ليبثّ نور الإيمان للّذين كانوا قبلاً وثنيّين وليثبّت المؤمنين. كان يعيش في الفقر ومتنزّه عن كلّ الدنيويات، الأمر الذي أتاح له أن يوبّخ الأغنياء والأقوياء. أعظَمُ فرحه كان حين يوزّع على الفقراء كلّ ما يقدَّم إليه، أو يفتدي الأسرى والعبيد، وحيثما كان يمرّ كان يؤسّس ديرًا أو كنيسة ويترك فيها الرّهبان ليعلّموا الأولاد. كان مثار إعجاب الجميع لجهة أصوامه، كما كان أوّل من يُطبّق ما يعلّم وكان بمثاله يعكس وداعة الأخلاق الإنجيليّة. كان يشجّع العامة على الأصوام وأشكال صلاة الرّهبان حاثّاً إيّاهم على الامتداد صوب الكمال. وهو أسّس أوّل دير للنسوة في مملكة نورثامبريا. خلال الصوم اعتاد أن يعتزل في جزيرة قاحلة لينّكب على الصوم والصلاة. رقد القدّيس بسلام في بامبورغ ووري جسده في لينديسفارن في 31 آب سنة 651م.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share