تذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة أنثيموس أسقف نيقوميذية والذين معه (+275م)

mjoa Sunday September 3, 2023 220

anthimus

في يومٍ من أيّام العام 303م، يومَ عيد الميلاد، فيما يُظَنّ، أحاط الجنود الرّومان بكاتدرائيّة نيقوميذية حيث احتشَد المؤمنون، فأضرموا النيران فيها بناء لأوامر الإمبراطور، فاستشهد مَن كان فيها وعددهم عشرون ألفاً. هؤلاء تعيّد لهم الكنيسة في 28 كانون الأوّل. حدَث ذلك في أيّام الإمبراطورَين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس. نيقوميذية كانت العاصمة الشرقيّة للإمبراطوريّة الرومانيّة، وكان المسيحيّون فيها رعيّة كبيرة، وعليها أسقف هو القدّيس أنثيموس.
ليس واضحاً تماماً إذا كان القدّيس أنثيموس موجوداً في كاتدرائيّة المدينة وقت حدوث المحرقة أم لا. جلّ ما نعرفه أنّه لجأ إلى قرية في الجبال القريبة من المدينة اسمها أومانا. ومن هناك أمَّن اتصالاً برعيّته فأخَذ يرعى شؤونها بتوجيهاته ويحثّ المؤمنين على الثبات إزاء موجة الاضطهاد الحاصلة. وقد ظلّ على هذه الحال ردحاً من الزّمن، إلى أن وقعت إحدى رسائله في أيدي الجنود الرّومان، فجاء إلى القرية عددٌ منهم يبحثون عنه. ويشاء التدبير الإلهيّ أن يطرق الجنود باب المنزل الذي كان فيه وهم لا يعلمون، فاستضافَهم وأكرَمَهم. وبعدما قام بواجب المحبّة كشَفَ لهم هويّته، فاختشى الجند واحتاروا ماذا يعمَلون. وبعد تردّد، سألوه أن يخفي نفسه قائلين له أنّهم سيعودون أدراجهم ويخبرون بأنّهم لم يجدوه، فرفض عرضهم لأنّه اعتبر ذلك كذباً، وبالتالي نكراناً من قِبَله للمسيح سيّده. كيف يحتال على الوصيّة لينقذ نفسه! فقام واختلى بربّه مصليّاً، ثمّ عاد فأسلَم نفسه. وفي الطريق، آمن الجنود بالربّ يسوع واقتبلوا المعموديّة بيَد أنثيموس. وحضَر الأسقف أمام الولاة فعاملوه بقسوة وتفنّنوا في تعذيبه ثمّ قطعوا هامته بفأس. وقد استشهد معه كلّ من ثيوفيلس الشمّاس ودمنا العذراء وآخرون.

طروبارية القدّيس أنثيمس 
لمّا صرتَ مناضلاً ثابتاً عن رعيّتك أيّها المتألّه العزم أنثيمس، أهرقتَ دمك بإقدام من أجلِها، وإذ إنّك لم تزعج من تهديدات الأعداء، فتبتهج الآن في السماوات، ماثلاً لدى عرش اللاهوت المثلث الضياء، فالمجد للمسيح الذي شدَّدك، المجد لكرامة نفسك، المجد لجلادتك في الشهادة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share