هو واحد من تلاميذ القدّيس غريغوريوس بالاماس، تروّض على التواضع والوداعة وضبط النفس والصلاة، اختير أسقفًا لتسالونيكي بين العامَين 1410 و1481. هذه المرحلة في تلك المدينة كانت صعبة لأنّها خرجت من نير الاحتلال اللّاتيني وسقطت في يد الأتراك. الاحتلال الأوّل استمرّ من 1204 إلى 1430 والثاني من 1430 إلى 1912.
وقد كان سمعان راعيًا مثاليًّا يعرف كيف يعزّي شعبَه بالكلمة، كان يُعتبر أبًا لكافّة أبناء المنطقة وعرف كيف يتفادى سيطرة البندقية على المدينة والغزو التركيّ. قبل ستّة أشهر من دخول السلطان مراد الثاني المدينة عام 1430، حصلت له رؤيا أخبرته بسقوط المدينة وسمِع صوتًا يأمره الخروج من المدينة وهكذا رقد سمعان بسلام.
كان القدّيس سمعان معلّمًا ممتازًا، عرَف كيف يدافع عن الإيمان القويم في وجه هراطقة العصر. لكنّ شهرته تعود إلى أعماله اللّيتورجية. فقد ألّف العديد من الأناشيد والصلوات، كما توسّع في بسط الرموز والطقوس العباديّة ومعانيها الروحيّة، وتُعتبر مؤلّفاته مرجعًا أساسيًّا يعتمد عليه دارسو الّليتورجيا الأرثوذكسيّة من حيث كونه صلة وصل بين العالم البيزنطيّ والعصور المتأخرة، ولكنّ قداسته لم تعلَن رسميًّا إلا بعد ما يزيد على 500 عام على وفاته.
