يُحكى أن أميرًا صقليًّا اسمه دوميتيالوس كان في رحلة صيد في الجبال، فرأى رجلاً مسِنًّا تحيط به الوحوش الضارية مروَّضة كخِراف فسألَه عن اسمه، فقال اسمي زوسيما وأنا مسيحيّ وقد عشتُ طويلاً مع الوحوش الذين كانوا خَيرًا من مضطهدي المسيحيّين في المدينة. فأثار هذا القول حفيظة دوميتيانوس فقبَض عليه وساقَه إلى المدينة ليكون عِبرة لِمَن يخطر بباله أن يؤمن بالمسيح. وبعدما أهانه وعذّبه وأثخَن جراحه، ربَط عُنقَه بحجر وعلّقه على شجرة وراح يسخر منه قائلاً: “مُرْ أن يأتي وحش ضارٍ الآن ليخلّصك فنؤمن!”. صلّى زوسيما، وإذا بأسدٍ هادر يحضر أمامه ويلحَس قدمَيه، فارتعد الأمير الصقليّ من هذا المنظر وأنزل زوسيما من علوّ وأطلقه، لكنّ زوسيما ما لبث أن أسلم الروح بعد ذلك بقليل.