وُلد القدّيس ثيودوروس في طرسوس الكيليكيّة، التي هي مدينة القدّيس بولس الرسول، عام 602م، درَس في أثينا فلمَع. ولسبب ما نجهلُه قد تكون له علاقة بالتغيّرات السياسيّة الكبرى التي اجتاحت البلاد السوريّة، انتقل ثيودوروس، راهبًا، إلى مدينة رومية حيث انضوى تحت لواء أحد الآباء المعروفين هناك واسمه أدريانوس. ثمّ إنّ ثيودوروس برَزَ في مجال الدّراسات المشرقيّة، ونال إعجاب البابا فيتالي. بعد وفاة أسقف كانتربري سيم أسقفًا عليها في العام 668م. أثار تعيينه استغرابًا واعتراضًا وجدلاً فتأخّر استلامه لمهامه، لكنّه تمكّن من الوصول إلى كرسيّه وبدأ العمل. في البداية زار أرجاء أبرشيّته الواسعة والوقوف على حالها والمفاسد والفوضى المتفشّية فيها وعلى الخلل في الحياة الرهبانيّة. وقد أعطى توجيهاته في شأن تعييد الفصح وقواعد الحياة الرهبانيّة، كما عمِل على إصلاح الإدارة الكنسيّة وضبط أنظمتها. في العام 673م ترأّس أوّل مجمع إكليريكيّ في هارتفارد فاهتمّ بسَنِّ القوانين التأديبيّة وخَلْق أبرشيّات جديدة وقِسمة الأبرشيات القائمة. يُعتبر أب الكنيسة الإنكليزيّة تنظيمًا بلا منازع. فالدّارسون متّفقون على أنّه أتى إلى الكنيسة في إنكلترا وهي في فوضى عارمة، وغادرها بعد اثنين وعشرين عامًا وقد انتظمت بصورة دقيقة.