وُلد القدّيس في أورشليم لكنّه تيتّم باكرًا، فأخذَه والد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ إليه لصلة القرابة الّتي كانت تربطه بذوي قوزما. عاش مع يوحنّا في بيت واحد في مدينة دمشق، وقد وفّر لهما سرجيوس، والد يوحنا، كلّ أسباب التعليم العالي حيث كان من أعيان البلد ورجلاً مقتدرًا غنيًّا، فأتاهما براهب اسمه قوزما من أصل صقليّ كان قد جمع من المعارف وعلوم عصره القدر الوفير. وقد أبدى التلميذان تجاوبًا ممتازًا مع ما لقّنهما إيّاه معلّمهما حتّى إنّهما تمكّنا في فترة وجيزة من الإحاطة باللّغة والفلسفة والموسيقى وعلم الفلك والرّياضيّات إلى حدّ أذهل الجميع. وكما أخَذ قوزما ويوحنّا عن أستاذهما العلوم الدنيويّة، أخذا أيضًا علم العلوم وفنّ الفنون: محبّة النسك والصلاة، الحياة الرهبانيّة. فانتقلا إلى دير القدّيس سابا وانخرطا في الحياة الرهبانيّة. هناك في الدّير اشتغل الاثنان في جمع الألحان الثمانية. وإلى قوزما يعود عدد من القوانين اللّيتورجيّة الخاصّة بأعياد القدّيسين، وإليه تُنسب قوانين سبت لعازر وأحد الشعانين وأحد الدينونة.