خاص لموقع الحركة بقلم الأخ الدكتور جان توما
لفتت انتباهي وجوهُ الشّباب التي توافدت للاشتراك في صلاة الشّكر التي ترأسها صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، لمناسبة إعلان قداسة الأبوين نقولا وحبيب خشّة الدمشقيَين في دير سيّدة البلمند.
إنّ فرح الشّباب بهذا الحدث دلالة على أنّ التقليد الكنسيّ ما يزال حيّا وفاعلًا ومقبولًا من الشّباب، وأنّ القول الكريم:” لا يستهن أحد بحداثتك” (1 تي 4: 12)، له بُعده الروحيّ في كلّ زمان ومكان.
بماذا فرح الشّباب؟ أبإعلان القداسة في كنيسة شرقيّة تُتَّهم بقلّة إشهار قدّيسين فيها، وهي ملأى بالنّساك والقامات الروحيّة التي يلجأ إليها الشّباب طلبًا لرعاية وسعيًا لإرشاد روحيّ؟ أم لشعورهم بأنّ الكنيسة الرسميّة تجاوبت مع تحرّك الشّعب المؤمن الملتزم رعاة له قدّيسين، فجاء التكامل لتفرح قلوب الشّباب بالاستجابة لتطلّعات المؤمنين، خاصّةً وأنّ القديسَين الجديدَين نالا معموديّة الدم، وهي أرقى اختبارات الاستشهادات وأنقاها؟
ستزداد بركات القدّيسَين الجديدَين فيما يلقيان هذا الزّخم الشبابيّ. فكلّ ما نالاه من عذابات تحوّلت بعد عشرات السنوات إلى واحة فرح ورجاء للفتية الذين اصطفّوا اليوم في ساحات دير البلمند شاهدين لتضحيات القدّيسَين في سعيهما البشاريّ، فأتمّا جهادهما ونالا إكليل الظّفر، فكان وما يزال حضورهما في الأيقونة المرفوعة صليب رجاء، ليصرفا الشّباب والمؤمنين الحاضرين إلى وجه من رفعهما إليه، يشعّان نورانيّة، مع الأقمار الكنسيّة، ليُظهرا مجدَ سيّدهما فوق كلّ مجد.