تقرير موجز عن اللّقاء الرابع لحركيّي كندا لعام 2023

mjoa Friday October 20, 2023 483

أُقيم هذا اللّقاء بشكل رحلة روحيّة إلى دير راهبات السيّدة المعزّية التّابع للكنيسة اليونانيّة والذي يحوي أربع أخوات أنطاكيات، وذلك يوم السّبت في التاسع من شهر أيلول 2023.

ابتدأ اللّقاء بالقداس الإلهيّ. ثمّّ توجّه الإخوة الى مدخل كنيسة الدير لأخذ الصورة التّذكارية. وانتقلوا بعدها إلى ساحة الدير للقاء بعضهم البعض بعد مرور زمن طويل. وقد تبادل الإخوة الأحاديث والذكريات وأنشدوا بعض الأناشيد الحركية القديمة، “يا رفاق الصبا شدّدوني…” و”غرّدوا مثل الطيور…”، التي أعادت بالحقيقة للجميع الرّوحَ التي نحنّ إليها ونفتقدها في هذه الغربة القاتلة وحتّى في الكنيسة.

ثم جلس الجميع حول مائدة الطعام الّتي أعدّتها بعض راهبات الدير، والتي جاءت كنوع من الدعم المادي للدير.

ثم انتقل الاخوة إلى ساحة منفردة في الدير لاقامة الندوة التي تمحورت حول العائلة والتكريس والبشارة. قاد الندوة الأخ زاهر سمعان مسؤول اللقاء الحركي في كندا حيث تحدّث أوّلًا عن أهمية التكريس في العائلة وعن أنواع التكريس في الكنيسة وعن أنها كلّها متساوية في الالتزام، وعن التّكريس لله. كما تحدّث عن أهميّة دورنا كعائلات في البشارة، في التعليم، وفي الخدمة التي تتجلى في وجه الآخر وفي غسل الأرجل بمحبة وتواضع.

ثم وجّه بعض الأسئلة إلى ثلاث عائلات حركيّة، الأخ سيمون عبدالله وزوجته الأخت مروى عكاري اللّذين حضرا مؤخّرًا إلى كندا وشاركا مع أولادهما في هذا اللّقاء، والأخ سامر لحّام وزوجته الأخت ليليان ديراني، و الأخ حبيب خرسا و زوجته الأخت تريز معلوف. وتوجّه أيضًا بسؤال ختامي إلى عائلة فتية، الأخ فادي السبع وزوجته الأخت نور زيدان. وفيما يلي نورد نصّ الأسئلة…

بما أنّنا نتحدّث اليوم عن التّكريس في العائلة، أين تجدون وجوه التكريس في حياتكم الزّوجية وعائلتكم؟

-التّكريس وجدناه في التّربية، في العيش المشترك للزّوجين، وفي الالتزام الكنسي للعائلة.

-في خضمّ المغريات العالميّة الكثيرة التي أصبحت مكان اهتمام الناس والتي تعيق تركيز العائلة على عيش حياتها المسيحية وتؤدي إلى تدهورها الروحي والاجتماعي والكنسي، أين تجدون تأثير هذه المغريات على حياة أسرتكم وكيف تتصدّون لهذه المعركة اليومية من خلال تكريسكم كعائلة مسيحية؟

-في التّشديد على حياة الصلاة العائلية، التركيز على الاحتياجات الضرورية، الالتزام بالقناعة والرضى وتقبّل الفكر المسيحي في كلّ أوجه الحياة.

-العائلة كنيسة صغيرة، هذا المفهوم مرتبط بعمل البشارة الكنسية، هل يمكن أن تذكروا لنا مواقف خاصة تعرضتم لها مع أناس آخرين كنتم تتصرّفون فيها بموقف بشاري؟

-المواقف كثيرة منها الثّبات في الإيمان والتزام التصرف المسيحي في البيت، مع الآخر وفي العمل وفي كل مكان وزمان.

الحبّ هو أساس البيوت، كيف استطعتم كعائلة مكرسة أن تحافظوا مدى العمر على شعلة الحب متأججة؟

-الحبّ يتأجّج بتذكّر الأيام الأولى، التي تميّزت بالبذل والعطاء وبتعهّد أمام الله على إكمال المسيرة بأمانة وعدل والتزام مع الطرف الأخر في حياة يحفظها الله الى الأبد.

-الأولاد ثمرة الحبّ ونعمة من الله، هل رأيتم يومًا ما أنّ الأولاد عثرة، أو أنهم سبب لإعاقة نموكم كزوجين كنسيًّا أو روحيًّا؟

– أبدًا، الأولاد هم دومًا ثمرة الحب ومصدر فرح للأهل. بهم نرى مستقبلًا جميلًا وبهم تكتمل العائلة وتسعى معهم إلى العيش المسيحي في كنيسة مصغرة هي العائلة التي رأسها الله.

-مع انتشار الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وازدياد الحرّية المزيّفة والإباحية، ما هي الوسائل التي تستخدمونها لمعالجة تسلّط هذه الأمور على حياتكم كمكرّسين، فيما بينكم كزوجين وفيما بينكم وبين الاولاد؟

لا شكّ أنّ هذه الأمور تؤثّر على حياة كلّ فرد وبالتالي على الحياة الزوجية والعائلية، ولكن نحن نعي ونؤمن أنّ الحرية في المسيح هي أن تعيش في النعمة وأن تستمطر بركة الله عليك وعلى الأولاد لتستطيع أن تواجه أي صعوبة في الحياة مهما تكن.

-في أجواء الحاجات المتزايدة والمتطلّبات الكثيرة والضّغوطات على الأسرة وخاصّة الأسر الفتيّة، التي قد تضطر نتيجةً للعمل المتواصل إلى إهمال تربية الأولاد وتقديم الحنو والراحة والتعليم لهم وخاصّة في بلاد الاغتراب حيث لا معين… ما هو الطريق الأفضل الذي ترونه مناسبًا لمتابعة العيش في جوٍّ من التّكريس العائلي الساعي إلى القداسة؟

– التوازن بين الحاجات المعيشية والحاجات التربوية والروحية ضروري جدًّا لتأمين حياة مقبولة لا يغيب فيها عنصر من العناصر.. فرغم الصعوبات والمغريات الكثيرة في هذا العالم، يمكننا أن نقتنع بالمفيد، ونمتلك الضروري، ونتمتّع بالمتوفّر لكي نرضي الله الذي أحبّنا أوّلًا وارتضى بملء إرادته أن يأتي إلينا بكلّ الحبّ والتّواضع حتّى الصّليب.

بعدها كان هناك تعريف عن الدير وعن حياة الراهبات من قِبل الأخت مكرينا سعود (إحدى الرّاهبات الأنطاكيات). وقد قامت مع الأخوة بجولة حول الدير وشرحت الأعمال التي يقُمن بها والخدمات التي يقدّمنها للكنيسة وللمجتمع الكندي.

بعد ذلك كان هناك حديث مهمّ لقدس الأب إيليا متري الذي حلّ ضيفًا عزيزًا وأبًا لهذا اللّقاء، حيث تحدّث عن قصّة حياة يوسف الصدّيق وكيف بيع إلى المصريّين وتغرّب في أرض مصر ولاقى المصاعب والضيقات ولكنّه لم ينسَ الله وشعبه. لقد كان أمينًا ومتّكلًا على الرب في غربته، وكانت عيناه دومًا إلى أرض أجداده. و نحن كمثل يوسف علينا أن نتمثّل به و أن تكون وجوهنا وقلوبنا ترنو إلى الإله الذي لا ينسى شعبه وأخصائه.

أمّا الأولاد المشاركون فقد تمّ الاهتمام بهم من قبل الأخت شذا شقرا أثناء النّدوة والاجتماع مع الأب إيليا، وقد تعلّموا ترتيلة ولعبوا معًا وتعرّفوا إلى بعضهم البعض.

ثم اختُتم اللّقاء، الذي تميّز بجوٍّ من المحبّة والفرح والشّكر لله، بصلاة “مبارك أنت أيها المسيح إلهنا …”، هذه الصلاة التي تعنينا كثيرا كحركيين حيث كنّا ولا نزال في مختلف اجتماعاتنا ونشاطاتنا نتلوها …

كان في الحقيقة يومًا رائعًا شكر فيه الأخوة الله والدير الذي جمعنا على المحبّة، و تمنُّوا أن يكون هناك لقاءات مقبلة ببركة الربّ.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share