كنائسيّات – المطران جورج (خضر)

mjoa Friday October 27, 2023 1377
لمناسبة الذّكرى المئويّة لولادة سيادة المطران جورج (خضر)، أصدرت تعاونيّة النّور للنّشر والتوزيع، كتابًا جديدًا للمطران، ضمن سلسلة شذرات من النور، بعنوان “كنائسيّات”.
ويأتي هذه الكتاب، بعد كتابَي «يسوع»، و«الفقراء» اللّذين صدرا ضمن السّلسلة ذاتها.
والكتاب يتضمّن محاضرات ومقالات، وشذرات من عظات مختارة ألقاها وكتبها المطران جورج (خضر) خلال خدمته الأسقفيّة.
ويتناول الكتاب بشكل خاصّ، سرّ الكنيسة، والرعاية في الكنيسة، بالإضافة إلى مواضيع أخرى، حول السّلطة في الكنيسة، الكنيسة والطّائفيّة، الكنيسة والسّياسة، وعلاقة الكنيسة بالدّولة.
يتضمّن هذا الكتاب المرجع، خلاصة فكر المطران جورج (خضر) حول اللاهوت الكنسيّ، والمجمعيّة، وإدارة الكنيسة، ودور الإكليروس والعلمانيّين فيها.
قدّم للكتاب المحامي الأستاد إيليّا الهبر، الذي كتب:
«أنا أجيء من هذه الكنيسة»، هكذا أجاب المطرانُ جورج خضر محاورَه الكاهن في مقابلة تلفزيونيّة، وعندما سأله، متابعًا، عن رؤيته للكنيسة الأرثوذكسيّة أجاب سيادته: «هي كلّ شيء»…
يجمع هذا الكتاب مقالاتٍ ومحاضرات للمطران جورج تناول فيها الكنيسة من أكثر من جانب. كثيرون ممّن تربّوا على فكر المطران جورج المسكوب في هذه المقالات يستطيعون أن يقولوا أنّها أحيَت فيهم ما يسمّيه المطران جورج نفسُه «الوجدان الكنسيّ».
في ما يعني الكنيسة والرؤية الأرثوذكسيّة الصافية لماهيّة الكنيسة، يقرِن المطران جورج فكرَه وما أخذه من علوم عصره بفكر صديقه الأحبّ ومرجعه الأهمّ «بولس الرسول».
…المطران جورج عرف كيف يتلقّف فكر بولس الرسول ويبني عليه كتابيًّا وعقائديًّا وروحيًّا. فمن هذا المنطلق تجلّت الكنيسة كشخصٍ على أنّها عروس المسيح التي سبق فرسمها الشاعر الكتابيّ في نشيد الأنشاد، وهو المرجع الكتابيّ الأبرز الذي يتوسّله المطران جورج إلى جانب تعليم بولس الرسول عندما يتناول الكنيسةَ موضوعًا لمقالةٍ أو حديث.
وقد أحبّ سيّدنا جورج تعريف القدّيس أفرام السريانيّ أنّ الكنيسة هي جماعة الخطأة الذين يتوبون. بهذا نزّهها عن أن تكون مجرّد طائفة في نسيجٍ اجتماعيّ معيّن.
ثمّ يرتقي المطران جورج في فكره إلى اعتبار الكنيسة سرًّا (Sacrement) أي أنّها في تأليفها من الناس المحبّين للربّ يسوع والملتصقين به رأسًا، تعلن في المسيح فداءَ مادةِ العالم واتّخاذَها بقوّة روحه، معلنةً جِدّةَ الحياة فيها واستباقَ الخيرات الآتية…
…ويستدرك سيّدنا جورج محصِّنًا الكنيسة من الضّعف البشريّ حين يشير إلى جواب مكسيموس المعترف عندما قال له السجّان: «الكنيسة كلّها وقّعَت»، فكان جواب مكسيموس: «الكنيسة هي استقامة الرأي». هذا يفيد أنّ المطران جورج كان يعرف، كأسقف، المسؤوليّة التي يحملها في حياته وفي قلبه وفكره، وأنّ عليه أن يقدّم الكنيسة لنفسه كما فعل الربّ بحسب بولس كنيسةً سنيّةً لا عيب فيها ولا غضن.
… كان المطران جورج يرفض أن يرى الكنيسة مجرّد ذمّة ماليّة. كيف لا وهو الذي رفض أن يمتلك أي شيء، طالبًا فقط أن يمتلكه الله برحمته…
إنّ جَمْعَ هذه المقالات ووضْعَها أمام أعيننا في كتابٍ، يضعنا أمام مسؤوليّة كبرى خاصّةً عندما يُعلي المطران دورنا…
إلى هذا، يصدر هذا الكتاب مع احتفال الكنيسة الأنطاكية بمئويّة حياة المطران جورج ليكون ذِكرًا وذُخرًا لأبناء الكنيسة بشكلٍ عام وأبناء الكنيسة الأنطاكيّة بشكلٍ خاص. وقبل أن نترك القارئ مع صفحاتٍ تحمل فكر سيّدنا جورج عن الكنيسة، نرفع الشكر للربّ على حياة سيّدنا الحبيب. نرفع الشكر للربّ لأنّه استجاب لدعائنا من أجله بأن يحفظه بيننا إلى سنين عديدة. ونكرّر الدعاء إلى الربّ بأن يبقيه بيننا لأنّنا كلّما قرأنا وجهه المنير، ظهر جمال الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة الذي أذاقنا إيّاه سيادة المطران جورج خضر.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share