تذكار القدّيس نسطر الشهيد (+303م)

mjoa Friday October 27, 2023 325

nestorيرتبط إسم القدّيس الشهيد نسطر باسم القدّيس العظيم في الشهداء ديمتريوس، فقد جرى استشهادهما في وقت واحد وفي المدينة الواحدة. كان نسطر شابًّا مسيحيًّا من مدينة تسالونيكي بالذّات، وكان يتألّم لِما كان يفعله الولاة بالمسيحيّين ويستنح الفرصة ليشهد للمسيح. فلمّا عرَض أن كان الإمبراطور مكسيميانوس عابرًا بتسالونيكي بعدما انتصر على القبائل السكيثية البربريّة، شاء أن يحييَ ظفَره بسلسلة من الاحتفالات العامّة، على عادة ملوك ذلك الزمان. وكان من هذه الاحتفالات ألعاب المصارعة. وكان الإمبراطور قد استقدَم مصارعًا ضخمًا ذا قوّة خارقة، أنزَله الى الحلبة فخورًا به. واسم المصارع لهاوش. لم يتمكّن أحدٌ من المصارعين من التغلّب عليه. وكان لهاوش كلّما قوِيَ على خصمٍ صرَعه. ولمّا لم يعد هناك مَن يجرؤ على منازلة هذا العملاق، أمَر الإمبراطور أن يؤتى ببعض المسيحيّين المعتقَلين ويُرغموا على مصارعة لهاوش. فكان لهاوش يصرَعهم الواحد تلو الآخر وسط هتاف الجماهير وتصفيقهم. فلمّا رأى نسطر الشابّ ما كان يحدث لهؤلاء المسيحيّين الذين كانوا يُساقون إلى الذبح كالخراف، احتدّت روحه فيه فأيقَن أنّها الساعة. فأسرع إلى السّجن حيث كان القدّيس ديمتريوس وسألَه الصلاة من أجله ليتمكّن من مواجهة لهاوش. فدعا ديمتريوس له قائلا :” اذهب يا أخي وليكن الربّ يسوع المسيح معك. سوف تفلَح بإذن الله لكنّك ستتألَم من أجل اسمه”. فعاد نسطر متشدّدًا واثقًا أنّه سينتصر. دخَل نسطر الحلبة وتقدّم من المنصّة الملكيّة، ثمّ ألقى بردائه أرضًا وهتف :”يا إله ديمتريوس أعنّي”. وتواجَه نسطر ولهاوش فيما ضجّت الجموع تسخر من هذا الشاب الطريّ العود وبنعمة الله تمكّن نسطر من التغلّب على لهاوش والقضاء عليه. وإذا بسخريّة الجماهير تتحوّل إلى دهش وتعظيم، ولا يصدّق أحد عينيه. أمّا الإمبراطور فأُصيب بصدمة . وبدَل أن يَذعن للواقع اهتاج وأمَر بنسطر فألقى الجند عليه الأيدي وأخذوه وقطعوا هامته. هكذا انضمّ نسطر إلى عدد الأبكار المكتوبين في السّماء شاهدًا بدَمه، وبطريقة خاصّة جدًّا، قد لا تكون مألوفة في التراث الكنسي، أنّ الرّب يسوع المسيح هو السيّد ولا سيّد آخر سواه. يُفيد بعض المصادر أنّ أستشهاد القدّيس ديمتريوس تبِع استشهاد القدّيس نسطر، إذ أنّ الإمبراطور، بعدما خسر مصارِعُه لهاوش واستبدّ به الغيظ أراد أن ينتقم من ديمتريوس ظنًّا منه أنّه كان وراء ذلك، فأرسَل جنوده إلى ديمتريوس في السجن وهناك ضربوه بالحراب وقتلوه. 

طروباريّة القدّيس نسطر
إذ قد ظهرتَ مشاركًا صديقًا لديمتريوس ومجاهدًا عن حسن العبادة لا ينهزم، جاهدتَ بشجاعةٍ يا نسطر المغبوط. وبالمعونة الإلهيَة حطّمتَ لهاوش تقدمةٍ بريئة من العيب ذُبحت مُقَدّمًا إلى واضع الجهاد وإلهنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share