تذكار القدّيسَين الشهيدَين زينوبيوس وزينوبية (+ 303م)

mjoa Monday October 30, 2023 216

zenobius.n.zenobiaعاش هذان القدّيسان الشقّيقان في مقاطعة كيليكيا، في بلدة اسمها إيجه، وكان والداهما تقيّين، ربّياهما على الإيمان ومحبّة الله، وكانا من أصحاب الثّروات الطائلة. فلمّا توفّي أبواهما وزّعا ميراثهما على الفقراء، وكان القدّيس زينوبيوس قد تلقّن مِهنة الطّب، فقد أخذ يعالج المرضى مجّاناً، وكانت كلمة الله هي الدواء المميّز الشّافي لكلّ مرض وعلّة، حتّى مَنّ عليه السيّد بموهبة الشّفاء بمجرّد لمس المريض والدّعاء باسم الربّ. وإنّ كثيرين برئوا بواسطته من أمراضهم المستعصية. كلّ ذلك جعل صيتَه ينتشر في كلّ أنحاء المنطقة كعِطر ممّا حمل القوم على اختياره أسقفاً عليهم فساسَهم بالرّأفة والدّراية وكانت أخته خير معين له لإتمام خدمته، لاسيّما في مجال العناية بالأرامل والأيتام والعذارى.
وإذ كان زينوبيوس وزينوبيا في أوَجّ عطائهما، عيّن الإمبراطور ذيوكلسيانوس على مقاطعة كيليكيا حاكمًا فظًّا غليظًا محارِبًا للمسيحيّين اسمه ليسياس. هذا، ما كاد يصل إلى قلب المقاطعة حتّى أخذ يتقصّى أخبار المسيحيّين وتحرّكاتهم وأبرَز مَن فيهم. فأُخبرعن الطبيب الشافي زينوبيوس وما كان له من أثر بين المسيحيّين. فبعَث بكوكبة من جنده وقبض عليه.
مثَل زينوبيوس أمام الوالي الجديد. فظنّ هذا الأخير أنّه بالحنكة والدّهاء يمكنه أن يستميل الأسقف إليه، وبِه يظفر بالرّعية كلّها. فحاول إقناعه بالحُسنى وبالكفر بالمسيح والعودة إلى آلهة الآباء والأجداد، فوجد في زينوبيوس حاجزًا فولاذيًّا غيرَ قابل للاختراق. فهدّده وتوعّده فلم يكن أوفر حظًّا. إذ ذاك لجأ إلى العنف، فأُسلم الأسقف إلى الجلّادين متوخّيًا زَرع الرّعب في نفوس المسيحيّين فيتخلّوا عن إيمانهم. سيقَ زينوبيوس إلى ساحة التعذيب، وبدأ الجلّادون ينكّلون به، وهو ثابت، صامد لا يتزعزع. وبلَغ أخته خبر ما كان يحدث له، فأسرعت إلى السّاحة، وأخذت تقرّع الحاكم على وحشيّته معترفة بأنّها أيضًا مسيحيّة ولا تبالي بكلّ تدابيره. فأسرَع إليها الجند وألقوا القبض عليها وضمّوها إلى أخيها شريكة له في العذاب. وتفّنن الظّالمون في أصناف تعذيباتهم إلى أن عيل صبرهم، فساقوا الأخوَين زينوبيوس وزينوبيا خارج المدينة وقطعوا هامتَيهما، ففازا بإكليل الاستشهاد وانضمّا إلى عدد الأبكار المكتوبين في السماء.

طروبارية القدّيسَين زينوبيوس وزينوبية
أيّها المجيد زينوبيوس وزينوبية الشريفة، بما أنّكما أخوَين إلهيّين، تطابقتما جيّدًا وجاهدتما باتّفاق، وإذ أحرزتما الإكليل غير البالي استحقيّتما معه المجد الذي لا يُنقض، فأنتما تتلألآن في العالم بنعمة الشفاء.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share