هؤلاء كانوا من مدينة اسمها البهنسة على ضفاف نهر النيل شمالي المنيه وجنوبي الفيّوم. حرّكت قراءة الكتاب المقدّس نفوسهم، فعزموا على ترك العالم واقتبال الحياة الرّهبانية. أقاموا في البريّة، فرادًا، ستّين سنة، في أصوام وأسهار وأتعاب. اعتادوا اللقاء كلّ سبت وأحد ليقتبلوا القُدُسات من يد ملاك. انصرفوا إلى الصلاة المستمرّة، هذا في مغارة وذاك في جبل، حتّى أكملوا سعيهم ورقدوا بسلام في الربّ.