وُلد القدّيس أونوفريوس، في ناحية من نواحي تيرنوفو البلغاريّة لعائلة ميسورة. تربّى تربية مسيحيّة متينة. في يوم من الأيّام، وهو في سِنّ الثامنة، أدّبه ذووه بالضرب في محضر بعض المسلمين لذنب اقترفه، فاغتاظ وصرخ أنّه يريد أن يصير مسلمًا. غير أنّ دراية والدَيه وحُسنَ تدبيرهم صرفاه عن قوله. مالَ القدّيس في شبابه إلى الحياة الرهبانيّة، فالتحَقَ بالدّير الصربيّ المسمّى خيلندار في جبل آثوس. أُعطي اسم منسّى وسيمَ شمّاسًا. أبدى همّة كبيرة في الصوم والصلاة وسائر أتعاب الرّهبنة، هذا سبّب له قلقًا بخصوص نكرانه للمسيح في صغره وتثقّل ضميره واشتهى أن يكفّر عن ذلك بالاستشهاد. سكَن في قلاية منفرِدًا مدّة أربعة أشهر قضاها في الصلاة والصوم والسجود، وبعد هذه المدّة أُلبس الإسكيم الرّهباني باسم أونوفريوس ومن ثمّ أُطلق لتحقيق رغبته بالاستشهاد. وصل إلى جزيرة خيوس، وقصد المحكمة المحليّة لابسًا حلّة تركيّة ويعتمر عمامة بيضاء، فلمّا وقف أمام القاضي، انتزع العمامة ورماها على الأرض وداسَها برجيله مكفِّرًا الإسلام. انذهل الحاضرون لهذه الجسارة، ثمّ قبضوا عليه وألقوه في السجن ولمّا بقي ثابتًا على ما قاله صدر بحقّه حكم الموت فأحنى رأسه فقطعت هامته.