القدّيس مرتينيانوس روسيّ الأصل وُلد من أبوَين فقيرَين. رهبَنه القدّيس كيرللس الذي من البحيرة البيضاء. زاره مرّة أمير موسكو الأكبر بعدما أُطيح وفُقئت عيناه، فسأله أن يصلّي من أجله لكي يأخذ العدل مجراه. عاد الأمير إلى موسكو مظفَّرًا. بعد حين استدعى مرتينيانوس إليه وجعله رئيسًا لدير الثالوث القدّوس. لم يكن قدّيس الله يتردّد في لوم الأمير علنًا كلّما سقط في زلّة. مرّة دافع عن أحد النبلاء المودَعين السجن ظُلمًا فرفَض الأمير هذا الدفاع فما كان من القدّيس إلّا أن منع عنه بركته فعاد الأمير إلى صوابه وطلَب المغفرة وأطلق السجين. عاد القدّيس إلى دير البحيرة البيضاء لمّا شعر بقواه تضعف وأمضى هناك بقيّة أيّامه. رقد في سِنّ السادسة والثمانين، كان قد أمضى في الرّهبنة سبعين عامًا.