وُلد في السنة 890 م في قرية كستوريون في هلّاذة اليونانيّة. ذووه مهاجرون من جزيرة أجنبيّة رحّلتهم هجمات العرب. وهو الولد الثالث لعائلة قوامها سبعة أولاد. مالَ في حداثته إلى حياة العزلة والتقشّف. اعتاد توزيع الطعام على الفقراء وحتّى ثيابه أحيانًا. لمّا ماتَ أبوه هجر البيت إلى تساليا راغبًا في اقتبال الحياة الرهبانيّة. ومن ثمّ انضمّ إلى دير في أثينا حيث اقتبل فيه ثوب البداية وكان يومَها لا يزال في الرّابعة عشرة من عمره. في تلك الأثناء لم تطق أمّه غيابه عنها فصارت تنوح وتبكي لدى الله، فقرّر رئيس الدير إعادته إليها، لكنّ الشاب استطاع بعد أربعة أشهر في قناع والدته بتركه يخلد إلى الهدوء والصلاة في قرية بجوار مسكنهم، بنى فيها قلّايته، كما حفَر فيها حفرة كانت بمثابة قبر ليحفظ ذكر الموت ماثلًا لعينيه. بعد سبع سنوات غادر القدّيس المكان إلى جزيرة قريبة من كورنثوس وهناك تعلّم القراءة والكتابة بالرّغم من كبر سنه، لكنّه تخلّى عن الفكرة بعدما تعرّض للسخرية بإصرارٍ. وأخيرًا استقرّ في ستريون إلى أن رقد بالربّ في السنة 953م.