تذكار القدّيس الشهيد في الكهنة خرالمبوس (+ القرن الثالث الميلاديّ)

mjoa Saturday February 10, 2024 471

Charalampusاستشهد القدّيس خرالمبوس في زمن الإمبراطور الرومانيّ سبتيموس ساويروس (194 -211 م) وحاكميّة لفيانس لمدينة مغنيزية القريبة من أفسس حيث عاش خرالمبوس وقضى. هناك خدم كاهنًا للمسيحيّين سنوات طويلة. وقد ذُكر أنّه لمّا أتته الشهادة كان في سِنّ متقدّمة جدًّا حتّى لا يبدو في التاريخ أنّ أحدًا من الشهداء عمّر بمقدار ما عمّر هو. بعض المراجع أحبّ أن يجعله في سِنّ المائة وسبع سنوات وبعضها في سِنّ المائة والثالثة عشرة.
وإذ اندلعت على المسيحيّين، في ذلك الزمان، موجة من الاضطهاد، اتُّهم خرالمبوس بإثارة الشغب واعتُبر خطرًا على أمن الدولة فتّم القبض عليه واستياقه إلى لفيانس. كان بثوبه الكهنوتيّ فيما يبدو، فهددّه الوالي بأشدّ العقوبات فأجاب: أنت تعرف ما هو نافع لي. لذا أقول لك، ليس أطيب إلى قلبي من مكابدة العذابات لأجل المسيح. فأنزل بجسدي الهرِم هذا، وبأسرع ما يكون، أيًّا تشاء من العذابات التي تحسبها مستحيلة الحمل لتعلم قدرة مسيحي التي لا تقهر. فجرّدوه من ثيابه ومزّقوا جسده بمخالب جديدة فلم تخرج منه أنّة واحدة بل قال: ” أشكركم يا إخوتي لأنّكم بتمزيقكم جسدي الهرم تجدّدون روحي وتعدّونها للطوبى”.
أذاقوه من التعذيب ألوانًا شتّى فكانت كأنّها تنزل بغير جسده. وقد ورد أنّه جرت به آيات عدّة وأنّ لفيانس اهتدى لمرآه وقوّة نفسه ونعمة الربّ الإله عليه. كذلك اهتدى اثنان من جلاّديه، برفيريوس وبابتوس، وثلاث نساء وغالينة ابنة الإمبراطور. أيضًا ورد أنّه مثَل أمام الإمبراطور في أنطاكية بيسيدية وأنّه أخرج شيطانًا من أحد الممسوسين لديه. كان الشيطان قد أقام في ذلك الإنسان خمسة وثلاثين عامًا. فلمّا أشتمّ رائحة القداسة تفوح من رجل الله صرخ: أبتهل إليك يا خادم الله ألّا تعذّبني قبل الأوان! مرني وأنا أخرج من الرّجل! ولو رغبت قلت لك كيف دخلت إليه. فأمره القدّيس بأن يتكلّم. فأجاب: هذا الرّجل رغب في سرقة جار له وفكّر في نفسه هكذا، إن لم أقتله أوّلًا لا يمكنني أن اضع يدي على خيراته. فذهب وقتله. وأنا قبضت عليه في هذا الفعل فدخلت فيه واستوطنت كلّ هذه السنين. فلمّا قال هذا أمره القدّيس بالخروج من الرّجل فخرج للحال وهدأ الإنسان.
أخيرًا بعدما نفذ صبر الإمبراطور، أمَرَ بخرالمبوس فجرى قطع رأسه. وقد وارته غالينة، ابنة الإمبراطور، الثرى. جمجمته محفوظة اليوم في دير القدّيس استفانوس في المتيورة في اليونان، فيما بقيّة أعضائه موزّعة في أمكنة عدّة بينها جبل آثوس وفلسطين وقبرص والجزر اليونانية وكريت وتركيا. وله في بلاد اليونان إكرام جزيل وتنسب إليه عجائب كثيرة.

طروبارية القدّيس خارالمبس 
لقد ظهرتَ أيّها الحكيم خارالمبس مثل عمود لكنيسة المسيح غير متزعزع، ومصباح للمسكونة دائم الإنارة، وتلألأتَ في العالم بواسطة الاستشهاد، فأزلتَ ظلمة العبادة الوثنيّة أيّها المغبوط فلذلك تشفّع بدالة إلى المسيح في خلاصنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share