أصلُها من قرية قريبة من مدينة تسالونيكيّة، جمعت إلى جمال الطلعة العفّة والتقوى. أحد الإنكشارية المكلّف بتحصيل الضرائب وقَع في هيامها لكنّها لم تشأ أن تذعن له فشعر بالمهانة. أوقَفها أمام القاضي وأتى بجنود شهدوا ضدّها زورًا وقالوا أنّها قبلت عرضه بالزواج ووعدته باقتبال الإسلام، غير أنّ جوابها على التُّهم كان واضحًا أنّها مسيحيّة ولا عريس لها غير المسيح وأنّها مستعدة للموت في سبيل المسيح، عندئذ أمر القاضي بسجنها وكبّلها بالحديد. أمّا الإنكشاريّ فأصرّ على النيل منها، فاستحصل على إذن بالدخول إلى سجنها وأخذ يتوعّدها ولمّا لم يلقَ تجاوبًا شمَله الحنق هو والذين معه فضربوها وركلوها. بعد سبعة أيّام من إيداعها السجن تضاعف حنق الجلّاد عليها، فعاد إلى تعذيبها حتّى رقدت بالربّ وإذ بنور أضاء في السجن وشعر الجلّاد بخجل فسمَحَ للمسيحيّين بإنزال جسده وأخذوه ودفنوها خارج المحلة.