القدّيس سيلفستروس هو أحد تلامذة القدّيس الروسيّ البار سرجيوس رادونيج. بعدما سلَكَ في الطاعة في دير الثالوث القدّوس، أُعطيَ البركة أن يقيم في البرّية، فأقام في عمقها بالقرب من نهر كوستروما. بقيَ وحيدًا لفترة طويلة لا يعلم بأمره أحد. اكتشفه فلّاح إذ رأى نورًا ثمّ أعمدة غَيم، فبكى القدّيس لأنّه جرى اكتشاف موضع عزلته وأخبره أنّه هو مقيمٌ في المكان منذ فترة طويلة يقتات من جذور النباتات وقشور الشجر. ومنذ ذلك الوقت، انتشر صيته فشرع الفلّاحون يفِدون إلى المكان وطلب العديدون الانضمام إليه، فسَمَح لهم ببناء قلالي بالقرب منه، وبعد أن ازداد العدد بنى كنيسة على اسم قيامة الربّ، وأصبح هو ينفرد في داخل الغابة كلّما شعر بالحاجة إلى الهدوء. وكان يزور الدير كلّ فترة ليشدّد الإخوة الرّهبان والناس الزائرين. رقد بالربّ بعد أن مرض ورفض أن يبقى في الدير بل اعتزل في البرّية حتّى رقاده ودُفن عن يمين كنيسة القيامة.