القدّيس بوسيكاكيوس من عائلة نبيلة، أصله من أفاميا، على البحر الأسود. اعتاد منذ شبابه أن يضبط توثّبات الجسد بالصوم والصلاة وكلّ ألوان النسك. هذا جعله، في السيرة، أدنى إلى الملائكة. مارَسَ الطبّ لبعض الوقت. لمّا ترهّب صار يكتفي من الطعام بالقليل من الخبز والماء وزاد على تقشّفاته زيادة كبيرة. بات يسعى إلى العناية بالمقبِلين إليه لا كطبيب للأجساد فقط بل كطبيب للنفوس أيضًا. صارت الأشفية تجري على يديه، بنعمة الله، بوفرة. كان يُخرج الشياطين ويقوّم المُحدَودبين ويردّ العافية للأولاد المشوَّهين منذ مولدهم. بلغت شهرته مسامع القدّيس كيرياكوس، بطريرك القسطنطينية، فسامَه أسقفًا على سينادا. نشَط في أبرشيّته في ملاحقة الهراطقة والكرازة بالإيمان القويم. زار القسطنطينية وشفى الإمبراطور موريق من علّة صعبة. بقيَ جادًا في خدمة شعب الله في أبرشيّته بلا كلل إلى أن أكمل شوطه وانتقل إلى حضن ربّه.
