أصله كبادوكيّ، دخَل في سِنّ العشرين دير خيركوبيون في القسطنطينيّة. غادره إلى دير الدلماطون حيث صار راهبًا. امتاز بتواضعه، ومكَث بستانيًّا بالطاعة ولمَعَ بالفضيلة. وإذ طرد، بصلاته، روحًا خبيثًا من حدَث، جعل رئيس الدير عليه أن يصير كاهنًا رغمًا عنه. لجأ إلى دير الطهريّين في بيثينيا، فاستجار رهبان الدلماطون بالبطريرك والإمبراطور لإعادته إلى الدير فعُيّن رئيسًا وأرشمندريتًا على أديرة العاصمة.
ساسَ قطيعَه الروحيّ بسلام إلى أن حمل الإمبراطور لاون الأرمنيّ على الإيقونات ومكرمّيها من جديد، أوقف هيلاريون أمام العاهل الذي حاوَل أن يضمّه إلى قضيّته فلم يفلح. قاومَه القدّيس وعامَله كيهوذا جديد. سخَط عليه لاون وأخضعه للتعذيب ورماه في السّجن. بقيَ معتَقلاً ردحًا من الزّمن، ثمّ أسلَمه لبطريرك القسطنطينيّة الهرطوقيّ عسى أن ينجح في حمله على الإذعان والحزب الرّهباني من خلاله. فباءَت محاولته بالفشل، فوضعه على الأثر في سجن مظلم ومنع عنه الطعام أيّامًا طويلة. وسمح له لاون بالعودة إلى ديره عسى الرهبان يتمكّنون من إخضاعه لإرادته. لكنّ أمنيته لم تتحقّق فأُقفل من جديد في دير فونيوس، وخضع للمعاملة السيّئة.
من جديد أوقف القدّيس أمام الطاغية، ونقل إلى دير kylobion، حيث بقي سنتَين ونصف السنة، ثمّ جرى سجنه في معتقل النورماريانييّن بقرب القصر الملكيّ ثمّ نُقل إلى حصن بروتايون بعدما تعرّض للجلد بعنف. إثر اغتيال لاون الأرمنيّ، استلَمَ ميخائيل الثاني زمام الأمر فأطلق المعترفين، وأُخلي سبيل هيلاريون لكنّه مُنع من دخول المدينة. فاستضافته امرأة تقيّة على مدى سبع سنوات حتّى مطلع حكم ثيوفيلوس، الذي استحضر رؤساء الأديرة وسأل القدّيس ما إذا كان مستعدًّا لأن يرضخ لإرادته الملكيّة أدانه هيلاريون كطاغية وعامله ككافر. فأكالوا له مئة جلدة وسبعًا دونما مراعاة لسنّه ورحّلوه إلى جزيرة أفوسيا. هناك احتفر القدّيس في الصخر قلاية ضيّقة واستتبع، بصلاته، نبع ماء عذب. أمضى هناك ثماني سنوات في الهزيخيا إلى أن قضى ثيوفيلوس، للحال سُمح لهيلاريون بالعودة إلى القسطنطينية واستعادة ديره. اشترك في العودة المظفّرة للأرثوذكسية وأمضى ثلاث سنوات يهذّب رهبانه على التقاليد المقدّسة. وقد لمَع بقداسة سيرته وعجائبه إلى أن أسلم روحه بسلام عن سنّ ناهز السبعين.