كانت فبرونيا من نصيبين، وهي واحدة من خمسين عذراء عِشنَ حياة مشتركة في عهدة بريانا الحكيمة. وقد جمعَت في شبابها جمال النفس إلى جمال الطبيعة. بعد أن أُفرزت لحياة العذريّة منذ أن كانت في الثانية من عمرها.
في ذلك الزمان، سارت من رومية إلى الشرق قوّة عسكرية بقيادة ليسيماخوس الموعود في تثبيت ولاءه لقيصر بضرب المسيحيّين بقسوة. وكان ليسيماخوس متعاطفًا مع المسيحييّن ولا يرغب في ملاحقتهم. رغم ذلك أخذ بتأثير عمّه سالينوس الذي كان وثنيًّا. ولمّا بلغت الحملة حدود سوريا، بطش سالينوس بعدد كبير من المسيحيّين، آلَم هذا ابن أخيه فسعى إلى إخطار المسيحيّين سلفًا، حيثما توجهّت القوة العسكرية، ليتواروا قبل بلوغ العسكر أماكنهم. أخطَر العذارى في نصيبين فتوارَين إلّا ثلاث منهنّ بريانا وفبرونيا وتوماييس. اقتحم العسكر المكان وهدّدوا بريانا بالموت إذا لم تكشف لهم أين اختبأت العذارى الباقيات. أَلقت فبرونيا بنفسها عند أقدام العسكر ورجتهم أن يقتلوها هي أوّلاً لأنّها لن تشاء أن تشهد موت أمّها في المسيح. هنا بلغ الضابط بريموس المكان، وهو الذي كان قد كلّفه ليسيماخوس بالرأفة بالمسيحيّين، فصرف الجند ونَصَح بريانا ومن معها بالتواري. الكلّ عاين ما كانت عليه فبرونيا من جمال الطلعة. فلمّا بلغ سالينوس خبرها استقدمها وأرادها زوجة لابن أخيه فلم تشأ لأنها، كما قالت، موعودة لختن سماويّ ينتظرها في قصره في السماء. هذا أغاظ سالينوس فعرّاها وعرّضها للسخرية والتعذيب وبتر الأعضاء وأخيرًا قطَعَ رأسها. فلمّا درى ليسيماخوس بما جرى أرسل وجمع بقاياها وقدّمها لبيت العذارى. وقد ورد أنّ ليسيماخوس وعددًا من الجنود اعتمدوا واقتبلوا حياة العذرة.
طروبارية القدّيسة فبرونيا
نعجتك يا يسوع تصرخ نحوك بصوت عظيم قائلة: يا ختني إني أشتاق إليك وأجاهد طالبةً إيّاك، وأُصلَبُ وأُدفن معك بمعموديّتك، وأتألّم لأجلك حتّى أملك معك، وأموت عنك لكي أحيا بك. لكن كذبيحةٍ بلا عيبٍ تقبّل فبرونية الّتي بشوقٍ قد ذُبحت لك. فبشفاعاتها أيّها المسيحُ الإلهُ خلّص نفوسنا.