صلاة التريصاجيون للأخ ايلي الحاج عبيد‏

mjoa Wednesday February 20, 2013 111

مساء السبت ١٦ شباط، ترأس قدس الأب رومانوس (الخولي) صلاة الغروب التي أقامها الاخوة في فرع أميون تلتها صلاة التريصاجيون، في كنيسة مارسمعان، عن نفس أخينا ايلي الحاج عبيد. وبعد الصلاة استمعت العائلة مع الاخوة لكلمة الأخ د. سمير ناصيف، وهنا نصّها:

 ” طوبى لمن اخترته يا رب”!
“يقول المزمور : ” أسبّح الرّبَ وأرتل لاسمه القدّوس ما دمت حياً “، هذا القول ينطبق بحرفيته على الأخ إيلي رحمه الله .
أيها الأحباء ..
عندما أردت أن أكتبَ هذه الكلمات ، وفيما كنتُ أستجمع أفكاري ، وأغوص بتفاصيل حياته وعلاقته بالكنيسة ومع الناس ، حسبت نفسي للحظة بأنني أهّمُ بكتابة سيرة قدّيس عاش زمانه كما أراد الله، مجبولاً بالتقوى وبالتواضع إلى أقصى درجاته ، وبالمحبّة بلا حدود وبنقاوة قلبٍ استعارها من حياة القدّيسين الأبرار حتى استقرّت بقلبه وأصبحت جزءاً لا يتجزأ منه باعثة عطرها إلى كل محّبٍ وإلى كل من عَرِفَه من قريب أو بعيد على السواء .
أيها الإخوة ..
لقد سقط ركن من أركان الكنيسة ، إفتقده الله في عزّ عطاءاته: كمربٍّ ، كأديب و كاتب ، كمرتّل أول ( قائد الجوقة في أميون لأكثر من ربع قرن ) بلغت ثقافته الدينيّة أعلى المستويات، خَدَمَ كنيسته طيلة حياته بمواظبة ولياقة وترتيب وانتظام وأمانة واستقامة.
نحن كمؤمنين، ندرك بأنّه سقط بالجسد فقط لأنّ الجسد أرضيّ ترابي ، وسما بالروح لأنّ الروحَ هو سماوي ، ونحن كمؤمنين أيضاً نقرأ هذا الحدَث الجَلل، بأنّه إنتقل إلى فرح ربّه داخلاً أعتاب الفردوس مع جوق الملائكة مرتلين ومسبّحين الرّب ، مقيماً في أحضان إبراهيم والصدّيقين الأبرار، حيث يتابع هناك جهاده الحسن الذي بدأه هنا في سبيل مجد يسوع وكنيسته .
لهذا نقول مع الرسول يوحنا الإنجيلي : “بأنّه انتقل من الموت إلى الحياة “.
هكذا نحن أبناء الكنيسة، أبناءُ حياةٍ لا أبناء موت، وأنت يا إيلي لن تموت لأنّك باقٍ حياً في ذاكرة وقلب كل واحد منا .
أيها الأخ إيلي …
عندما كنتَ تتحدّث في اجتماعاتنا عن العقيدة والكنيسة والإيمان ، كنتَ تُشعِرنا بأننا أمام مرجعٍ كبير في الدّين والليتورجيا الكنسّية ، وتُشعِرنا أيضاً بأنّك كإبراهيم في إيمانه وإلتزامه ، وكإيليا في غيرتِهِ ومحبته ، وكبطرس الرسول في اندفاعه وجرأته، وكغريغوريوس اللاهوتي في علمه وثقافته ، وكأثناسيوس الكبير في دفاعه عن العقيدة الأرثوذكسيّة ، وكرومانوس المرنّم في النغمة والترتيل . حقاً كنتَ مدرسة في كل هذا الكّم من الفضائل .
لقد لبستَ ثوب كهنوتك منذ حداثتك وأنتَ في حياتك المدنيّة ، لأنّك كنت تلهج بذكر يسوع وجعلتَ فمُكَ مسلكاً للتسبيح لإسمه القدّوس طيلة حياتك كما كان سلفك العم سمعان الشماس .
أيها الحبيب إيلي …
بإنتقالك تكون قد أتممت خِدمة جميع الأسرار المقدّسة التي آخِرُها سرّ الموت والتي لم تعد أسراراً بالنسبة لكَ بعد انتقالك، بل أصبحتْ حقاً وحقيقة لأنّك تُبصِرُها وتعيشُها ، تبصر وجه الله مذكراً إيّانا قول الله لموسى على جبل حوريب رداً على سؤاله : ” أرِني وجهكَ ؟ ” فأجابه الله : ” من يرى وجهي لا يعيش ” . فهنيئاً لك في مقامك هذا .
لقد فاضت بك المحبّة لدرجة لم تعد تسع أهلك ومحبيّك وأهل مجتمعك ، بل تجاوزتها إلى أهل السماء ، لأنّك دائماً أنت في حالة حبٍ واشتياق ، فانتقلت إلى السماء باكراً لتوزّع محبتك على أهلك ومحبّيك ممن سبقوك وغابت عنّا وجوههم وأخص بالذكر أخيك المرحوم مروان .
ليكن ذكرك مؤبداً”

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share