لمناسبة عيد شفيعه، القديس أغناطيوس الانطاكيّ، يرأس صاحب الغبطة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم صلاة الغروب التي ستقام في دير سيدة البلمند يوم الجمعة الواقع فيه 19/12/2008 في تمام الساعة السادسة، يلي الصلاة استقبال في صالون الدير لمعايدة صاحب الغبطة. وقد وجه آباء الدير دعوة الى جميع المؤمنين للمشاركة في هذه المناسبة.
نذكر أن صاحب الغبطة، المولود في العام 1921 في مدينة محردة – سوريا، قد تولّى سدة الكرسي البطريركي في الثاني من تموز العام 1979 بعد أن تولّى رعاية أبرشية اللاذقيـة لمدة تسعة سنوات. وخلال تولّيه السدّة البطريركية أسّس غبطته جامعة البلمند ولا يزال يرعي نمّوها وتطوّرها الكبيرين، كما ساهم، قبلاً، في تأسيس معهد القديس يوحنا الدمشقي وتولّى ادارته، كعميد للمعهد، لسنوات. أما على صعيد العمل الشبابي فلغبطته دور هام وأساسي في مواكبة تأسيس حركة الشبيبة الأرثوذكسية وعملها في أبرشيات الكرسيّ الانطاكي وفي تأسيس رابطة حركات الشباب الارثوذكسية في العالم (سندسموس).
ضمن مبادراته العديدة على هذا الصعيد نستذكر لقاء غبطته الشباب الحركيّ ضمن حوار مفتوح دعت اليه الأمانة العامة للحركة، يوم الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول من العام 2004 في معهد القديس يوحنا الدمشقي والذي شارك فيه أكثر من ثلاثمئة شابًا وشابةً، حيث أجاب غبطته على أسئلة المشاركين وحاورهم حول وجوه العمل الكنسي.
وفي المناسبة نستعيد، بعضاً من كلمة الأمين العام الأخ رينه أنطون التي ألقاها في افتتاح اللقاء:
” سحرته البساطة الانجيلية الى حدّ عجزت أمامه المواقع الأولى المتقدّمة أن تحلّ التصاقه بها، فوسم زمانه بسمات ناسوته وعاين الأرثوذكسيّون، بذلك، شيئا من سموّ وجه كنيستهم الملكوتي على وجه التاريخ فيها. البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم هو من الرعيل الذي حطّت نشأته في زمن كنسيّ صعب لّفه غبار التاريخ وغابت عنه جمالات لاهوت وفكر وأزمنة قداسة. فعانى حتى سال دمه حبّا ونزفا من جراح جسد المصلوب لينبته الدم قامة كنسية الهوى تعكس مراياها ، في تألّقاتها المتعددة، ما في الكنيسة الأرثوذكسية من كنوز وإبداع.
ارتقى العرش الأنطاكي غارسا في زواياه حلمه المولود من رحم نهضة مرجوّة، على رجاء أن يثمر الحلم، يوما، منارات تستحيل بها أنطاكية واحة مشبعة بماء الحياة. فصاغ الحلم يوم تنصيبه بطريركا واختصره بكلمات تتوثّب الى النطق بها في نهضويتك وترتجي معانيها في وقفة تأملّك وتضرّعك ومناجاتك للرب. فالكنيسة التي يبتغيها البطريرك ويتطلّع اليها هي تلك “التي يحسّ أبناؤها بأنها مجرى الحياة وينبوع الفكر. كنيسة تنسج الحياة فيها علاقات ثالوثية الأبعاد ليتواضع الكل ويتشارك ويعتزّ الأخ بالأخ في إطار من تعدّد المواهب. كنيسة المؤسسات الشاهدة المتماهية بشهادة يسوع. هي كنيسة، لا طائفة، ذاهبة الى جذور تاريخ هذا المشرق وممتدة الى غده على مركبة الرجاء لتمسي على المصلوبية حتى لا ينوء أحد سواها تحت الصليب”. باختصار هي كنيسة الله في أنطاكية.”
ولهذه المناسبة تدعو الأمانة العامة لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، جميع الحركيين الى تلبية دعوة آباء دير سيدة البلمند للمشاركة في صلاة الغروب ومعايدة صاحب الغبطة، وترفع دعائها الى الله أن يشّدد خطى غبطة البطريرك ويحفظه الى أعوام عديدة.