تذكار القدّيس البارّ أنطونيوس الكبير أبو الرّهبان(+365م)

mjoa Wednesday January 17, 2024 337
saintanthonythegreatالقديس أنطونيوس الكبير يُعتبر أب كلّ الرّهبان. كان أوّل مسيحيّ يعيش حياة مقدّسة منعزلة في مكان مقفر. عاش مدّة طويلة في قداسة وطهارة كناسك في الصحراء وكان له تأثير قويّ على عدد غير محدود من الناس سواء المعاصرين له أو في الأجيال التالية حتّى يومنا هذا. كما كان له تأثير كبير على تاريخ المسيحيّة الأولى. سيرة حياته كتبها القدّيس أثناسيوس الذي كان تلميذه.
وُلد في قرية صغيرة في صعيد مصر تدعى كوما قرابة العام 250 م. كان أهله من أعيان البلد، مسيحيّين، فنشأ على التّقوى. ولمّا بلغ الثامنة عشر من العمر مات أبواه وتركاه مسؤولًا عن أخته الوحيدة ديوس وهي كانت أصغر منه سنًّا. وبعد ذلك بحوالي ستّة أشهر، دخل الكنيسة وسمِع الانجيل وكان السيّد المسيح يكلّم الشاب الغنيّ “إن أردتَ أن تكون كاملًا، اذهب بِع كلّ مالَك وأعطي الفقراء وتعالى اتبعني” (متى 19: 21). فاعتبر هذه الوصيّة دعوة شخصيّة له مِن الله. فذهَب وباع حوالي 300 فدّان من الأراضي الخصبة ووزّع معظم الأموال على الفقراء واحتفظ بجزء ضئيل منها لأخته. ثمّ أودَع أخته تحت مسؤليّة جماعة من العذارى. وأصبَح بذلك حرًّا لتكريس حياته للسّير حسب إرشاد رجل قدّيس يعيش بالقرب من بلدته الكوما. وبعد فترة، ذهب متوحدًّا في الصحراء الغربيّة. واتّخذ لنفسه مسكِنًا قبرًا مهجورًا في كهف في جانب جبل. كان عمره حوالي خمسة وثلاثون عامًا عندما ترك مكانه إلى الضفّة الشرقيّة للنيل إلى الجبال الخارجيّة في بسبير وفي هذا المكان عاش في وحِدة تامّة. وبعد عشرين سنة ذاع صيتُه وجذَب عددًا كبيرًا من حديثي الوِحدة وسكنوا بجواره متمنّين أن يسلكوا حياة مقدّسة مثله. وأصبح المعلّم الروحيّ لهم وبعد خمس سنوات اتّجه للوِحدة في جبل داخليّ هو جبل القلزم. عاش حياة الوحدة وكان يحارَب بالملل والضجر وتثبيط العزيمة. وعندما كانت روحه تمتلىء بالضجر والتشكيك كان يصلّي قائلًا “يا الله أنا أريد أن أنجو ولكن هذه الأفكار الشرّيرة لا تتركني. فماذا أفعل؟” وبعد مدّة قصيرة، بدأ يمشي في الصحراء فنظر إنسانًا شبيهًا له يجلس ويعمل، كان يصنع حصيرة من أفرع النخيل، ثمّ بعد ذلك يقف ويصلّي. كان هذا ملاكًا مرسَلًا من الله ليعلّم القديس كيف يعيش في الصحراء. وكرّر الملاك ما عمِله في السّابق عدّة مرات حتّى فهِم القدّيس أنّ عليه أن يدمج العمل اليدويّ مع الصلاة حتّى لايشعر بالملل والضجر. حياة الوحدة جعلت منه أبًا روحيًّا يسبق جميع الآباء.
لم يبنِ أديرة. ولكنّ تعاليمَه تتألّف من صلاة بسيطة وعمل يدويّ. وهو علّم تلاميذه أنّه مثل ما السيّد المسيح كان نجّارًا وبولس كان صانع خيام، فعليهم أن يجعلوا أيديهم تعمل بعمل يدويّ لكي يهربوا من إغواء الشياطين. وكذلك حدّد ملابس موحّدة للرّهبان. وكانت تكسو إلى تحت الرقبة مصنوعة من الكتّان الأبيض. وحزام عريض وسميك من الجلد ليساعد الراهب ليظلّ منتصبًا. من كلّ مكان حول العالم، جاء الناس إليه وحتّى في أعمق جزء في الصحراء باحثين عن شفاء لأجسادهم وعقولهم وأرواحهم. رقَد القدّيس أنطونيوس عام 356 عن عمر مائة وخمسة أعوام ولكن مكان قبره عُرف تقريبًا بواسطة اثنان من الرّهبان هما مرقريوس وأماتاس اللّذَين دفناه.
 
طروبارية القدّيس أنطونيوس
ماثلتَ إيليا الغيورَ في أحوالهْ، تبعتَ يوحنا المُعمَدانَ بدقَّةٍ، في استقامة مناهجهْ، فسكنتَ البرِّيَّة، يا أبانا البارَّ وشدَّدت البرِيَّة بصلاتكَ الحارَّة. أنطونيوسْ إشفَع بالعالمْ، إلى المسيحِ مخلِّصِهْ.
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share